افتتح مطار القيصومة الذي يمثل المطار الوحيد في المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية، قبل أكثر من ثلاثين عاماً، وكانت محافظة حفر الباطن والقرى والهجر والمراكز التابعة لها حينها لا يتجاوز عدد السكان فيها 120 ألف نسمة، حينها كانت تسير رحلات شبه يومية بين حفر الباطنوالرياض وبالعكس. ولئن زادت حركة الرحلات عموماً عليه في السابق، إلا أن المتابعين كانوا يعلمون أن حركة المطار في ذلك الوقت كانت متناسبة مع عدد السكان والرحلات، وبعد أن تضاعف سكان المحافظة إلى خمس مرات تقريباً، وتجاوز حاجز ال 700 ألف نسمة. أضحى الأمر مختلفاً، وبات يستدعي وضع دراسة مستفيضة ذات جدوى اقتصادية لحالة مطار القيصومة بحسب ما يرى عدد من الأهالي والمسافرين. عدد الرحلات صورة عبر جوجل إيرث لمطار القيصومة يطالب المستفيدون من أهالي حفر الباطن الجهات المسؤولة بفتح خطوط بين حفرالباطن والمدن الكبيرة مثل الدمام وحائل والمدينةالمنورة إضافة إلى الرياض، حيث أن هناك 16 رحلة أسبوعياً ذهاباً وإياباً إلى حفر الباطن وخمس رحلات أسبوعباً إلى جدة، وقال علي هادي – موظف في مكتب حجز للتذاكر في حفرالباطن: «تتعدى مواقيت حجز السفر إلى أكثر من أسبوعين في الأيام العادية، أما في المناسبات مثل الأعياد ومواسم الإجازات، فهناك ما يشبه المضاربات للحصول على حجز»، مقترحاً تخصيص رحلتين لكل من المدينةالمنورة وحائل في الأسبوع لتخفيف الضغط على الحجوزات على رحلات الرياض وتوزيع المسافرين لأربع مناطق بدلاً من منطقتين. ومن ناحية عدد الرحلات أكد هادي أنها لا تفي لخدمة المستفيدين، مشيراً إلى أن الطائرات صغيرة الحجم ذات ال 70 راكباً. تقنين المواعيد ويوجز وليد بن فضل، أحد المستفيدين من الخطوط السعودية، معاناة كثيرين ممن لهم ارتباطات كبيرة مع هذه المدن مثل تعيين المعلمات سنويا بأعداد كبيرة من محافظات تبعد مئات الأميال عنها، كذلك بعض الطلاب والموظفين الذين يعملون خارجها، فضلاً عن بعض الحالات المستعصية للمرضى التي تستوجب نقلهم إلى المدن الكبيرة من هذا المنطلق. وقال: «أصبحت محافظة حفر الباطن بحاجة ملحة لحل مشكلة السفر وتقنين المواعيد إلكترونياً وإيجاد آلية منضبطة ومناسبة على متن الخطوط السعودية لتسهيل أمور المستفيدين وكسب الوقت والراحة والأمان. مؤكداً أن كثيراً من المسافرين ممن لديهم التزامات بمناطق أخرى يعانون الأمرَّيَنْ وكثيرون يؤجلون رحلاتهم أو يسافرون براً متحملين مخاطر جمة للوصول لأهدافهم في الوقت المحدد. طيران خاص ويستكمل فهد محمد العنزي معاناة الأهالي قائلاً: «إن المعضلة الدائمة هي سفر أهالي حفر الباطن اضطراراً عن طريق المركبات الخاصة والحافلات وسيارات الأجرة الصاروخية التي هوايتها الطيران على الطرق التي لم تكن مهيئة للسير عليها بسرعة 80 كم في الساعة كيف لهؤلاء الانطلاق بسياراتهم بسرعة 180 كم في الساعة؟!، مايؤدي إلى حوادث مروعة شبه يومية،عبر الطرق بين حفر الباطن والمدن الأخرى»، مشيراً إلى أن مشهد القتل لا يتوقف من قيادة المركبات، مؤكداً أن البديل يجب أن يكون عن طريق الخطوط الجوية السعودية. وقال: «لا شك أن معظم الحوادث الكارثية ستتراجع إلى أكثر من 80%. توقيت الرحلات وتقترح المعلمة أم سعود التي تم تعيينها قبل سنتين في حفر الباطن وسكنها في الدمام تغيير رحلات الخطوط السعودية وقالت: «تنطلق رحلة الطائرة من حفر الباطن بحدود الساعة السابعة صباحاً، مع حصول تأخير شبه مؤكد، الأمر الذي يحرم الطلاب والموظفين والمعلمات من الفائدة المثلى، لأنهم سيسافرون في نفس اليوم». وقالت: «لابد من تنسيق أوقات الرحلات لتتلاءم مع أوقات الغالبية العظمى من القادمين أو المسافرين، لأن كثيراً منهم يعاني من هذه الحالة، حيث أسافر في العادة إلى خارج المحافظة عصر يوم الخميس وأعود يوم السبت عصراً، أما الطلاب والموظفون الذين يسكنون داخل المحافظة فتكون رحلة الإياب يوم الخميس عصراً والذهاب يوم السبت عصراً ما يسبب لهم إرباكاً في أوقات استفادتهم من الرحلات عبر الخطوط الجوية السعودية فهم يطالبون الجهات المعنية بالنظر في معاناتهم وإيجاد آلية مناسبة لمواعيدهم والاستفادة منها». في انتظار الرد من جهتها اتصلت «الشرق» بالمتحدث الرسمي للخطوط الجوية السعودية وليد العلومي هاتفياً، ولم يرد، وأرسل استفسار له بواسطة الفاكس، ولم يتم إرسال أي إيضاح حول الاستفسارات الموجهة له حتى لحظة إعداد هذا التقرير. العطيشان في زيارة سابقة يطّلع على خدمات مطار القيصومة