باريس – معن عاقل المجلس العسكري في ريف حلب: لن نسمح بدخول لجنة التحقيق إلى «خان العسل» قبل أن تدخل الغوطة. قال الناشط في الريف الغربي أبو اليمام الدمشقي ل «الشرق»: إن مبعوثة الأممالمتحدة ومسؤولة شؤون نزع السلاح أنجيلا كين وصلت إلى دمشق للتحقيق في مجزرة الغوطة الشرقية واستخدام الأسلحة الكيميائية، ونزلت في فندق «الفورسيزن» دون الإدلاء بأي تصريح صحفي، فيما تسربت معلومات عن إقدام المخابرات الجوية على إعدام عدد من ضباط وعناصر الفرقة الرابعة أول أمس في مطار المزة العسكري ممن نفذوا الأوامر بإطلاق الصواريخ المحملة بأسلحة كيميائية في محاولة من نظام الأسد طمس الأدلة المتعلقة بالمجزرة، كما أفيد أمس عن تنفيذ إعدامات أخرى بحق ضباط وعناصر في مدينة دمشق ممن لهم صلة باستخدام هذه الأسلحة. وأضاف الدمشقي أن المجلس العسكري في خان العسل بريف حلب رفض دخول لجنة التحقيق الدولية الخاصة باستخدام الأسلحة الكيميائية إلى المنطقة وأصدر بياناً أكد فيه أنه لن يسمح لهم بالدخول قبل أن يدخلوا إلى الغوطة الشرقية، وكان مقرراً أن تزور اللجنة ثلاث مناطق بينها خان العسل. من جهة أخرى نفى الدمشقي مزاعم النظام بأن نحو عشرين من عناصره قتلوا بالأسلحة الكيميائية في منطقة جوبر موضحاً أن إحدى الوحدات التابعة لقوات النظام رفضت أوامر عسكرية باقتحام جوبر من جهة منطقة «المناشر» وانشقت منها ثلاث دبابات ودارت اشتباكات بينهم وبين باقي قوات النظام ما دفع بهذه الأخيرة إلى قتل وإعدام نحو أربعة وعشرين عنصراً من العناصر المنشقة، مؤكداً أن الجيش الحر لم يتدخل في تلك الاشتباكات. ونوه الدمشقي ل«الشرق» أن المجالس العسكرية في جنوبي العاصمة دمشق وفي الريفين الغربي والشرقي من محافظة ريف دمشق وفي منطقة القلمون وفي محافظة القنيطرة وريفها قررت في اجتماع عقدته مؤخراً زيادة درجة تنسيق العمل العسكري فيما بينها وتصعيد العمليات العسكرية في مختلف المناطق وفي نفس الوقت وذلك رداً على تصعيد النظام لعملياته العسكرية في دمشق وريفها واستخدام الأسلحة الكيميائية. وأكد الدمشقي الذي حضر الاجتماع أن قادة الألوية والكتائب اتفقوا على القتال حتى أخر طلقة وسط النقص الحاد في الذخيرة، كما قرروا توجيه إنذار أخير لقادة الكتائب المتخاذلة تحت طائلة فضحهم وتعريتهم ونشر ممارساتهم على الملأ. وفي محافظة اللاذقية أكد أحد المواطنين ل«الشرق» أن عناصر من القوات النظامية فرت بأسلحتها نحو قراها إثر الهجوم الذي شنته كتائب اسلامية على قرى في شمال شرق اللاذقية وذلك للدفاع عن قراهم ما اضطر النظام للتفاوض معهم من أجل العودة إلى وحداتهم، مشيراً إلى حالة القلق السائدة بين عناصر النظام على أمن مناطقهم. ميدانياً اقتحم لواءا الغرباء والإسلام حاجز «المزابل» في منطقة القلمون رداً على مجزرة الكيماوي في الغوطة وسيطروا على نقطتين متتاليتين منه وقتلوا عدداً من عناصره ودمروا عديدا من الخيم والسواتر الترابية، وهذا الحاجز مدجج بالعتاد الثقيل من آليات ومدافع وراجمات صواريخ ويمتد على مساحة ثلاثة كيلومترات مربعة. طفل سوري يجلس على الأرض في مخيم دوميز للاجئين في دهوك شمال العراق (رويترز)