يعتبر موسم الصرام مهرجانا سنويا لمزارعي التمور في الأحساء، يولونه اهتماما كبيرا من خلال الاستعدادات التي تشهدها مزارعهم لاستقبال تلك المناسبة. وقد بدأ عديد من المزارعين في المنطقة منذ منتصف الشهر الحالي (أغسطس) جني محصول التمور استعدادا لتسويقه؛ حيث تستمر عملية الصرام حتى منتصف أكتوبر المقبل. وأكد عدد من المزارعين وتجار التمور أن الإنتاج هذا العام جاء جيدا ووفيرا، فيما بلغت أسعار التمور ومن خلال مهرجان النخيل والتمور الذي نظمته أمانة الأحساء في شراكة مع مجلس التنمية السياحية وهيئة الري والصرف وغرفة الأحساء العام الماضي أسعار جيدة لم تصل إليها منذ عدة سنوات؛ حيث بلغ سعر الكيلوجرام من تمر الخلاص 30 ريالا، فيما توقع عدد من التجار أن تتجاوز عوائد بيع التمور لهذا العام 250 مليون ريال، مؤكدين أن ارتفاع الأسعار في الموسم الماضي يعود إلى عدة عوامل، منها تنظيم مهرجان التمور مع موسم الصرام، وتوجه عدد من الشركات والمصانع في المنطقة نحو تصدير تمور المنطقة، توفر وسائل حديثة لحفظ وتخزين التمور، وذلك عن طريق التبريد، اهتمام المزارعين بجودة المنتج من خلال مكافحة الآفات الزراعية؛ حيث ساهمت تلك العوامل في تشجيع المزارعين على زيادة إنتاجهم والاهتمام به من خلال إيجاد بدائل لتصريف الفائض من المنتج. ويقول المزارع سلطان بن أحمد: يعتبر الصرام احتفالا سنويا لمزارعي الأحساء، فعديد منهم يحرص على جلب أبنائه وأحفاده لمساعدته في عملية جني محصول مزرعته، فيما ينظم بعض المزارعين عملهم من خلال اتفاق ودي بينهم لصرام مزارعهم بالتناوب، فعند الانتهاء من مزرعة ينتقلون إلى أخرى، أيضاً هناك من يستعين ببعض العاملين سواء كانوا سعوديون أو غير سعوديين مقابل أجر يومي، فالصرام يساهم في توفير فرص وظيفية للشباب السعودي، وذلك من خلال قيامهم بجني المحصول في المزارع أو من خلال عملهم في كبس وتغليف التمور، وبعد الانتهاء من عملية الصرام تبدأ عملية فرز التمور لاستبعاد الشوائب والتالف، ثم تعبأ في صناديق يسع كل منها 20 كيلوجراماً ويتم نقلها إلى أسواق التمور لبيعها. يقول الأحمد: الأحساء تحتل الصدارة في إنتاج التمور وجودتها على مستوى المملكة، ويدلل على ذلك بزيادة نسبة الإقبال على تمور المنطقة من قبل عدد من التجار السعوديين والخليجيين. يذكر أن الأحساء تعد إحدى أكبر مناطق السعودية إنتاجاً للتمور؛ حيث يفوق عدد نخيلها ثلاثة ملايين نخلة، تنتج أكثر من 200 ألف طن سنويا ويشكل الخلاص أكثر من 80% من إنتاج المنطقة؛ حيث يتميز بطعمه الحلو ولونه الذي يميل إلى الصفرة وكبر حجمه، يليه في الإنتاج الشيشي، الرزيز وهو تمر شديد الحلاوة يميل لونه للسواد ويمتاز بزيادة نسبة السكريات فيه مما يساعد على إمداد الجسم بالطاقة التي يحتاجها وهو ما أهله سابقاً لتصدر اهتمام المزارعين؛ حيث كان الإقبال عليه كبيرا نظرا لدوره في إمداد الجسم بالطاقة التي تساعد في الأعمال الشاقة مثل الفلاحة والبناء والنجارة وغيرها، أما الآن ومع انحسار هذه الأعمال وإسنادها للعمالة الوافدة، اتجه مؤشر الاستهلاك لصالح الخلاص، مما أدى إلى ارتفاع سعره، وبالتالي أغرى كثيراً من المزارعين بالاستغناء عن نخيل الرزيز واستبدالها بفسائل الخلاص. ويوجد في الأحساء بالإضافة إلى تلك الأصناف أكثر من 60 نوعا من التمور، يستهلك بعضها في مرحلة الرطب والبعض الآخر يستمر إلى مرحلة التمر من أبرزها الشهل، والمجناز، والطيار، الخنيزي، والغر، وأم أرحيم، والمرزبان، والهلالي، والبرحي، والتناجيب، والخصاب، والزاملي. شبان أثناء عملهم في أحد مصانع تعبئة التمور (الشرق)