تثير مسألة انتشار رفع العمالة الوافدة الأذان وأحياناً إمامة المصلين في مساجدنا أكثر من قضية، ولابد أن تحظى من المعنيين في إدارات وفروع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة بالاهتمام المطلوب، الأولى: أن هناك حظراً من قبل الجهات المعنية على مثل هذا الأمر المخالف مخالفة صريحة، وتهاوناً من بعض أئمة المساجد في هذا الجانب، الذين أصبح شغلهم الشاغل مسمى وظيفة الإمامة والمؤذن فقط. الثانية: أن ثمة أئمة ومؤذنين لا يفكرون في المسجد ويتولون عن سابق إصرار وتصميم الزج بعمال نظافة المساجد لرفع الأذان، وأحياناً يأمون المصلين لارتباطهم في وظائف رسمية أخرى تمنعهم من الحضور فترة رفع الأذان والإمامة. أصبحت مهنة الإمامة ورفع الأذان في نظرهم من الكماليات. الثالثة: أن ممارسة بعض الأئمة مسؤولياتهم شهدت تراجعاً وضموراً كبيرين بدليل أن ما أُوكل لهم أوكلوه لغيرهم، لتصبح هذه الظاهرة منتشرة في أغلب بيوت الله. القاسم المشترك بين النقاط الثلاث السابقة يتمثل في الشعور بالمسؤولية، وعلى إمام المسجد أن يتعامل بهذه الروح، وأن يدرك حق الإدراك أن وجوده له دلالات خاصة وانطباع جيد بمدى الاهتمام بالمسجد الذي اُؤتمن عليه. ولكون غالبية أئمة المساجد من الموظفين في جهات حكومية، فأكثرهم يساهم في إهدار وقت مراجعي هذه الجهة أو تلك أثناء توجههم لإمامة المصلين، ويخرج من مكتبه قبل الصلاة بساعة ويعود إليه بعد الصلاة بساعة، ويحز في النفس عندما تذهب إلى المسجد للصلاة، فتجد أن من رفع الأذان، ومن يؤمك، وافد. هنا على من نلقي اللوم؟ على الأئمة والمؤذنين، أم على وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.