بدأت العلاقة بين إيران والإخوان بتمهيد من حركة حماس.. وراحت تتطور وتأخذ طابع التبادلية عندما فتحت إيران لجبهة التوافق العراقية الأبواب في العراق للمشاركة في الحياة السياسية العراقية، وهذه الجبهة هي جماعة الإخوان في العراق. ثم تطورت العلاقة أكثر بين الإخوان وإيران ولكن هذه المرة من البوابة التركية عندما عقدت أنقرةوطهران صفقة ضرب الأكراد وإضعافهم ومحاصرتهم بما يخدم مصالح الطرفين .. وتبع ذلك صفقات تجارية ونفطية وتعهدات في إنشاء مطار الخميني عبر شركة تركية وغيره. وقد راحت العلاقة بين إيران والإخوان تأخذ أشكالا شبه تحالفية متطورة كما هو الحال مع السودان.. ومع بداية الربيع العربي في تونس ثم في مصر وليبيا واليمن .. إلى أن انفجرت الثورة السورية. انفجار الثورة السورية أدى بالبعض إلى الاعتقاد بأن التحالف الإيراني الإخواني قد انكسر، وهذا البعض مؤلف من الأشخاص الذين يأخذون الأمور بظواهرها وعبر التصريحات الرسمية. في الحقيقة، فقد قدمت إيران ثلاث مبادرات سرية للنظام السوري، وكلها بالتفاهم مع الإخوان وتقضي بأن يوافق بشار الأسد على مشاركتهم في السلطة عبر تسليمهم رئاسة الحكومة. وكانت هذه المبادرات الإيرانية تفشل دائما بسبب الخلاف على صلاحيات الحكومة ما يؤدي إلى رفضها من النظام السوري. ولعل هذا ما يفسر بقاء حماس في دمشق لأكثر من عام بعد انطلاق الثورة السورية وزيارة إسماعيل هنية وخالد مشعل طهران وقيام عديد من المعارضين السوريين بزيارة طهران. وهو أيضا ما يفسر قيام الأمن التركي بتسليم قائد ومطلق الجيش السوري الحر حسين هرموش للمخابرات السورية. يتبع