استطاع الثوار استعادة ميدان التحرير رمز الثورة المصرية من البلطجية والباعة الجائلين أمس الأول، بعد معارك كر وفر بين المتظاهرين والبلطجية، تم فيها استخدام الأسلحة البيضاء وإطلاق الرصاص الحي والخرطوش، وانتهت بسيطرة المتظاهرين على «محور الميدان» وحرق خيام البلطجية والباعة الجائلين، قبل أيام من الاحتفال بذكرى 25 يناير. وشهدت منطقة وسط القاهرة معارك كر وفر بين المتظاهرين والبلطجية الذين استخدموا قنابل المولوتوف، وتبادلوا رشق المتظاهرين بالحجارة، وتم استخدام الرصاص الحي والخرطوش والأسلحة البيضاء، مما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص، واضطرت المحال التجارية في شارعي طلعت حرب والفلكي، إلى إغلاق أبوابها والوقوف أمامها حاملين الشوم والعصى للدفاع عنها، وتحولت المنطقة لما يشبه «الثكنة العسكرية». ويعيش المعتصمون بالميدان حالة من التأهب، استعدادا لخوض معركة جديدة مع البلطجية، فيما صنع آخرون دروعا بشرية عند مدخل شارع طلعت حرب، لمنع عودة البلطجية للميدان. وقال شهود عيان إن عدداً من البلطجية احتلوا خياماً وسط المعتصمين في ميدان التحرير، واعتادوا الاعتداء على المارة والمحال بشكل متكرر، وقام عدد من أصحاب المحال وشباب من منطقة باب اللوق بمهاجمة البلطجية في الميدان وقاموا بإحراق خيامهم، وطردهم. ومن جانبه، قال مدير الاستقبال والطوارئ بمستشفى المنيرة العام الدكتور محمود سعيد «أن المستشفى استقبل أمس ثلاثة مصابين في أحداث الاشتباكات بميدان التحرير، التي وقعت الليلة الماضية وحالتهم جميعا مستقرة، وإن إصابتهم ما بين جروح قطعية وكدمات، وقامت فرق المسعفين بقسم الاستقبال والطوارئ بعمل الإسعافات الأولية اللازمة تجاههم، وتقرر خروجهم بعد الاطمئنان على حالتهم، وأن المسعفين على سيارات الإسعاف أفادوا بأنهم قاموا بإجراء الإسعافات اللازمة لبعض المصابين في أماكن الاشتباكات. وعلي الصعيد نفسه، نفى ائتلاف الثورة أنهم ليس لهم أية علاقة بالأحداث التي وقعت الليلة الماضية بميدان التحرير والاشتباكات بين الباعة الجائلين وبعض المعتصمين في الحديقة الوسطى من أهالي الشهداء والمصابين. وقال المنسق العام لتحالف ثوار مصر عامر الوكيل «أن أحدا من أعضاء التحالف لم يتواجد في ميدان التحرير مساء أمس ، وأن الجميع في التحالف مشغول حاليا بالتحضيرات التي ستجرى يوم 25 يناير، مؤكدا أن الميدان تتواجد فيه بعض العناصر التي تعمل على مضايقة المعتصمين من أهالي الشهداء والمصابين في الحديقة الوسطى، وأن ما حدث مقصود من جهات أمنية وعسكرية وحكومية لإفساد الاحتفالات يوم 25 يناير». واتفق المتحدث الإعلامي لاتحاد شباب الثورة عمرو حامد مع الوكيل في «انشغال غالبية القوى والائتلافات بالتحضيرات لاحتفالات 25 يناير ، وأن ما يحدث في ميدان التحرير لا علاقة له بالقوى الثورية والشبابية التي تساند اعتصام أهالي الشهداء والمصابين في الحديقة الوسطى ، رغم انشغالهم وطالب قوات الأمن ووزارة الداخلية بتأمين الاعتصام وتوفير الحماية للمعتصمين من البلطجية والباعة الجائلين». وكانت المسيرة التي نظمتها مجموعة «لا للمحاكمات العسكرية» بمشاركة عشرات الناشطين، تحولت إلى اشتباكات بين عدد من البلطجية والمشاركين في المسيرة، بسبب محاولة عدد من البلطجية سرقة مجموعة من المشاركين في المسيرة بالإكراه.