محسن الشيخ آل حسان لابد أن نعترف ونقر بالمجهودات الكبيرة التي يبذلها «مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني»، من أجل تثقيف وتوعية المجتمع السعودي بأهمية ثقافة الحوار بين الجميع، إلا أننا وبكل شفافية وصراحة نقر ونعترف أيضاً بأننا مازلنا ندور ونلف ونجري ببطء حول موضوع الحوار الذي نفتقده في منازلنا – مدارسنا – مساجدنا – دوائرنا ووزاراتنا. باختصار نستطيع أن نؤكد أن الحوار ليس له موقع في حياتنا بصورة عامة.. لماذا؟! الأسباب كثيرة وأجزم وأقول إن الجميع يعرف الأسباب ويستطيع أن يبدأ بنفسه، ولكن لا أحد يريد أن يقرع الجرس أو يعلقه! إذاً دعونا نتحدث قليلاً عن أهمية الحوار. الحوار كما نعلم هو بوابة الحياة، لو فتحناها على مصراعيها لاهتدينا إلى الرقة والعطف والحُب والتفاهم في التعامل الإنساني، في الأسرة – البيت – المدرسة – العمل – المسجد، بل في كل مكان وزمان، وبذلك نتوج هذا التواصل بالفضائل والمُثل العُليا التي دعا إليها ديننا الحنيف وأخلاقياتنا الإسلامية. وهي المُثل التي نحتاج إلى ومضاتها في تنشئة أجيالنا الحاضرة والقادمه بإذن الله. لا شك أن الاختلاف في الرأي أو كما يُقال «الرأي والرأي الآخر»، ظاهرة إنسانية صحية، لم يحرمه الشرع أو أي نظام سياسي، بل وُضِعت له من القواعد والأصول ما يجعله ينتهي إلى تحقيق مصلحة الجميع، ومن هذه القواعد والأصول: 1- أن نحتكم في حواراتنا مع الآخرين إلى الله عز وجل دائماً. 2- نحاول قدر استطاعتنا ألاّ نفرض رأينا على الآخرين. 3- رأينا ليس هو الأصح دائماً ورأي الآخرين ليس هو الخطأ دائماً. 4- احترام من يحاورنا مهما كانت ثقافته – تعليمه – ثروته – مركزه الاجتماعي أو سنه أو دينه ولغته. 5- الرفق بالمحاوِر واحترام رأيه، واختلافه معك في الرأي لا يعنى أن تكرهه أو ترفضه (الاختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية). 6- ضبط النفس عند الحوار. 7- اختيار الأسلوب والصوت والكلمات المناسبة في الحوار. وقد كان رسولنا الأعظم – صلى الله عليه وسلم – يأخذ بتلك الآداب والقواعد والأصول في حواراته مع كافة الطبقات، فليكن قدوتنا في الحوار رسول الإسلام محمد – صلى الله عليه وسلم-!