تلتقط الأسواق ومحلات الملابس الجاهزة في الأسواق المفتوحة، والمجمعات التجارية في جازان، أنفاسها مع أول أيام عيد الفطر (أمس)، بعد زحام كبير شهدته من قِبل المواطنين والمقيمين في الأيام الأخيرة من شهر رمضان. وأقبل المواطنون على شراء مستلزمات العيد المختلفة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، بجانب تأمين الحلويات والألعاب النارية وغيرها. وشهدت ليلة العيد زحاماً كبيراً أدى إلى توقف السير في المداخل المؤدية إلى الأسواق، واضطر السائقون إلى توقيف سياراتهم في أماكن تبعد عن المحلات بمسافات بعيدة، حتى يتسنى لهم دخول الأسواق، في ظل الازدحام المروري الكثيف. وكشفت جولة «الشرق» على بعض المحلات التجارية والمجمعات التجارية في المنطقة، عن تذمر المتسوقين من ارتفاع الأسعار في ليلة العيد، وتباينها من محل لآخر في السوق نفسه. وأكد بعضهم أن الأسعار التي كُتبت على الملابس تم تغييرها للأعلى، مطالبين الجهات المختصة بمتابعة هذه المحلات وفرض رقابة مشددة عليها. وقالت أفراح محمد: «رغم فضل العشر الأواخر في رمضان، وقدرها الكبير، إلا أن الباعة استغلوا الأمر ورفعوا أسعارهم، وظهر هذا جلياً في ليلة العيد». أما ليلى مريع فتقول: «مع الأسف الشديد، استطاع عديد من المحلات أن يخطف الفرحة من المواطنين قبل العيد بسبب ارتفاع أسعارها المذهل، رغم رداءة البضائع المعروضة للأطفال أو النساء في بعض المحلات، وتحت ضغط الأطفال نضطر للشراء بالسعر الذي حدده الباعة». وفضّل عبدالعزيز حكمي التعامل مع المحلات والأسواق «الرخيصة» حسب قوله، على المجمعات الكبيرة، لتأمين احتياجات أطفاله، من ملابس العيد. ويقول: «رغم اتجاهي إلى هذه المحلات رغبة في توفير القليل من المال لما بعد العيد، إلا أنني وجدت أن الفرق بين الأسعار قبل رمضان وبعده كبير جدا، فلم تترك هذه المحلات الفرصة تفلت منها في تحقيق أرباح جيدة في موسم العيد». وقالت أماني إنها حضرت إلى أحد المحال لشراء «عباءة» للعيد، فدفعت نحو 300 ريال، فيما اشترت أختها العباءة نفسها قبل رمضان ب100 ريال فقط. ووافقتها وداد العمودي الرأي وقالت: «وجدت في أحد المولات بلوزة قبل رمضان بسعر 75 ريالاً فقط، وحين عُدت لشرائها في العشر الأواخر فوجئت أن سعرها وصل إلى 150 ريالاً، وعندما سألت صاحب المحل عن السبب أكد لي أنها بضاعة جديدة، وأنني مخطئة، وربما التبس عليّ الأمر مع بلوزة أخرى شبيهة بها». ووصف عبدالرحمن أحمد شراء الملابس كل عيد، مع عدم الحاجة إليها، بأنه ترف وإسراف لا فائدة منه. وقال: «لابد أن نحاسب أنفسنا على هذا الإسراف، وعلى الرغم من شكوى الناس من ارتفاع الأسعار، إلا أنك تشاهد تدافعهم على الشراء، وبحثهم عن الأغلى للمفاخرة، فنحن من ساعد على رفع الأسعار، ونحن من اشتكى من ارتفاعها، ونحن من بادر بالشراء، وعليه يستغل أصحاب المحلات التجارية هذا السلوك في زيادة الربح أضعاف ما يجنونه طوال العام». واعتبر خالد شرواني تخفيضات المحلات التي تُعرض في الواجهات فخاً مدروس النتائج، مبتدئاً بطريقة العرض التي تنفذها بعض المجمعات التجارية، حتى طريقة الإضاءة التي تلعب دوراً كبيراً في جذب الزبائن، وانتهاءً بالشراء في نهاية المطاف. وقال صالح أحمد صاحب أحد المحلات، إن «أسعار الملابس في ارتفاع عاماً بعد آخر، خاصة ملابس الأطفال»، مشيراً إلى أن «المحلات التي تعرض ملابس مستوردة تحاول تغطية مصاريفها المتعددة، خصوصاً في ظل ركود السوق طوال العام، وانتعاشه في فترات الأعياد فقط».