قال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، أمس الأربعاء، إن دفعة الأسرى الفلسطينيين، التي وافقت إسرائيل على الإفراج عنها مقابل استئناف المفاوضات، ستشمل كافة الفصائل. وذكر عريقات للإذاعة الفلسطينية الرسمية، أن المعتقلين الفلسطينيين ال 104 الذين وافقت إسرائيل على إخلاء سبيلهم على دفعات لم يتم التمييز بينهم من حيث الانتماء السياسي، بل شملوا كافة الفصائل. وأكد عريقات أنه تم الاتفاق مع الحكومة الإسرائيلية على أن يجرى إطلاق سراح هؤلاء الأسرى، ويسمح لهم بالعودة إلى منازلهم، لا إبعادهم إلى الخارج. ومن المقرر أن تبدأ الخطوات العملية في ال 13 من الشهر الجاري، بالإفراج عن الدفعة الأولى من الأسرى القدامى، المقرر الإفراج عنهم على أربع دفعات، بحيث تشمل الدفعة الأولى 26 أسيرا. ويُرتَقَب وصول المبعوث الأمريكي لعملية السلام، مارتن إنديك، للاتفاق مع الطرفين على تفاصيل المشاركة الأمريكية في الاجتماعات المقبلة، التي ستكون بالتوالي بين الأراضي الفلسطينية وإسرائيل. إلا أن عريقات حذر من أن الاستيطان الإسرائيلي يضرب بالمفاوضات عرض الحائط، ومن شأنه أن يفشلها حتى قبل أن تبدأ، وذلك رغم الجهود الدولية الأمريكية الكبيرة لإنجاحها. وقال في هذا الصدد: «نحن ندين الإجراءات الإسرائيلية فيما يتعلق بمواصلة الاستيطان، ونحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية انهيار المحادثات بهذا الشكل، لأنهم هم مَنْ قرر القيام بذلك». وأشار عريقات إلى أن السلطة الفلسطينية تجري اتصالات مكثفة مع أطراف دولية، لتوضيح خطورة مواصلة إسرائيل عمليات الاستيطان، مع الإبقاء على موعد الجولة الثانية من المفاوضات قائما في موعده منتصف الشهر الجاري. يأتي ذلك في وقت وصفت فيه حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، مُضي السلطة الفلسطينية في المفاوضات بأنه «جريمة بكل المعايير الوطنية، والأخلاقية، والسياسية». وطالبت حماس، في بيان صحفي، السلطة الفلسطينية ب «الانسحاب من هذه المهزلة (المفاوضات) التي تفجر العلاقات الوطنية، وتخون دماء الشهداء، وقداسة المقدسات». واعتبرت حماس أن «المصالحة الوطنية الفلسطينية والوحدة الوطنية، نقيض للمصالحة مع الاحتلال على حساب حقوق شعبنا، وأرضه، وسيادته، وأمنه، ولهذا فإن حماس لا يمكنها الإقرار بهذا الوضع، ولا بأي استحقاق ينتج عنه». في الوقت نفسه، قلّلت حماس من أهمية إفراج إسرائيل عن دفعة من الأسرى القدامى، معتبرة إياها «عملية ذر رماد في العيون، لا يمكن أن يرى فيها الشعب الفلسطيني ثمنا للأرض، والكرامة، والسيادة الفلسطينية». وكانت مفاوضات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية، استؤنفت قبل أسبوع في واشنطن برعاية أمريكية بعد توقف دام ثلاثة أعوام بسبب خلافات على عمليات الاستيطان الإسرائيلية.