تمتلئ المساجد والمصليات النسائية خلال هذا الشهر بالنساء من جميع الفئات العمرية لأداء صلاتي التراويح والقيام، لارتباط الصلوات الجماعية بالأجواء الربانية الرائعة التي تشجع على التزود من العبادة والصلاة وفعل الخيرات وتجعل العبد يستشعر فضل وروحانية هذا الشهر. ولكن يطغى على تلك الأجواء الروحانية زحام المصليات النسائية بالأطفال، حيث تحرص بعض النساء على إحضار أطفالهن، الأمر الذي يُفقِد المصليات النسائية الهدوء ويبث الإزعاج والضوضاء داخلها، وتقول النساء إنه لا إشكال في اصطحاب الأطفال وأن ازعاجهم أمر طبيعي اعتادته جميع النساء في كل مكان فلن يؤذي المصليات. كما أن بعض النساء لا تبالي باصطحاب كبيرة السن التي تقوم برعايتها معها إلى المسجد، معتقدات بذلك أن صلاتهن في المساجد ستحقق لهن الأجر العظيم كما وصفن، ولذلك يصررن على الصلوات في المساجد متخطيات الظروف والمعوقات كافة. كما تبرر أيضاً السيدات إصرارهن ذلك إضافة للأجر بأن (الكسل) عامل نشط في المنازل يحرمهن من الصلاة أو الإطالة فيها. ويرين أن أصوات الأئمة (جاذبة) للروحانية والعبودية أكثر، وهذا يحقق خشوعاً أكبر من الصلاة في المنزل. وحول ذلك قال الشيخ الدكتور عيسى الغيث القاضي وعضو مجلس الشورى: تُستحب صلاة المرأة التراويح والقيام في المساجد، وذلك تشجيعاً لها على العبادة، ولكن يحرم عليها ذلك حينما تكون ظروفها غير مهيأة، لأن تدبير البيت والأولاد واجب ولا يجوز ترك الواجب لحساب مُستحب. وقال: يجب ألا يكون ذلك على حساب واجبات منزلها وأولادها، وأن يكون لبسها محتشماً، وألا تؤذي المصلين بالأطفال. وقال مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة عسير محمد بن سعيد القحطاني، إن أغلب المساجد مهيأة لاستقبال النساء لأداء جميع الصلوات لمن أرادت أداءها في المسجد، ويزيد الاهتمام بالأماكن المخصصة للنساء في شهر رمضان ليؤدين التراويح والقيام. وقال القحطاني: ولكن الصلاة في المساجد ليست واجبة على النساء، بل صلاة المرأة في بيتها خير لها، وذلك تخفيف من الله (عز وجل) ومراعاة لمسؤوليتها في المنزل وضرورة قربها من أولادها الذين يسببون لها قلقاً وللآخرين إن اصطحبتهم معها إلى المسجد، كما يسببون لها قلقاً لخوفها عليهم إن تركتهم في المنزل وهي في المسجد، وكذلك لو كان لديها كبار السن أو مرضى، ولكن الأمر فيه سعة لمن لم تكن لديها شيء مما ذكرناه.