الدمام – ياسمين آل محمود حقوق الإنسان: نتابع القضية ولا مانع من جلسة صلح. روت عائشة، الشقيقة الكبرى لحنان الشهري، تفاصيل اللحظات الأخيرة التي سبقت وفاة حنان، مبينة أن حنان كانت تتجاذب أطراف الحديث مع أخواتها الخمس في (قروب الواتساب)، وكانت في حالة طبيعية، إلا أنها تردد كلمات غريبة مثل «سامحوني لو توفاني الله.. ولا تتنازلوا عن حقي»، مضيفة أنها تلقت في اليوم نفسه على يد خالها ضرباً عنيفاً وكلاماً جارحاً، وبادرت بالاتصال بعدد من أقاربها تطلب منهم النجدة، وطلبت من أختها أن تنتقل للعيش معها في مدينة الدمام، وأجرت اتصالاً هاتفياً مع شرطة المنطقة، إلا أنهم طلبوا منها أن توثق واقعة الاعتداء بالضرب عليها من قبل خالها بتقرير طبي، لكنها عجزت عن الذهاب لوجودها في تهامة المعروفة بتضاريسها الوعرة، ولعدم وجود سائق يقلها إلى أقرب مستشفى. وتضيف عائشة أن حنان تناولت العشاء مع أختها أثير حوالي الساعة 12:30 ليلاً، وبعدها بساعتين أخبرت أثير أنها تناولت بعض الرشفات من «الجاز»، وحاولت حينها أثير أن تستحرض معدتها من خلال إدخال إصبعها في فم حنان، لكنها لم تنجح، وحينها أسرعت أثير بإيقاظ والدة حنان، واستغلت حنان هذا الوقت وخرجت لفناء المنزل لتحيط نفسها بدائرة من الجاز ممسكة بأعواد الثقاب وهي تردد «بحرق قلبكم عليّ مثل ما سكتوا عن حقي». واستدركت عائشة «لم تكن تنوي الإقدام على الانتحار، وكانت تهدد فقط، وعندما أشعلت عود الثقاب اشتعلت النار من خلفها في غضون ثوان، ثم تحولت إلى كتلة لهب، وحاولت أختها أثير أن تنقذها، ولكنها أصيبت بحروق في وجهها، ولم تتمكن من ذلك». في هذه الأثناء حضرت الأم على صرخات الشقيقتين لترى حنان والنار تشب في كل جسدها حتى وقعت على الأرض. وأضافت أن الإسعاف لم تصل إلا بعد مرور أربع ساعات، وكانت حنان خلال هذا الوقت لاتزال في كامل وعيها. وأشارت عائشة أنهن عندما وصلن إلى المستشفى وقبل إعطائها البنج كانت تستغفر وتقول «أنا أشوف ربي لا تنقذوني وخلوني أموت»، ونقلت بعدها إلى العناية المشددة لتنتقل إلى بارئها بعد يومين، حيث أكد الأطباء حينها أن نسبة الشفاء 0% لإصابتها بحروق من الدرجة الأولى بنسبة 98%، وتقول عائشة إن الحادثة وقعت في 15/ 7/ 1434ه، ولم يعلم عنها أحد، ولكن وسم «تويتر» فجّر القضية لتتحول إلى قضية رأي عام، وذكرت أنها وأخواتها ووالدتها قمن بتكليف محام لنزع الولاية عن شقيقهن، ومطالبته بمستحقاتهن المالية، بالإضافة إلى قضية عقوق الابن ضد والدتهن، وتشير عائشة إلى أن الخال موقوف في السجن العام، والأخ مازال حراً طليقاً، وأن الحماية تحاول إقناعهن بالصلح، لكن شقيقاتها غير المتزوجات فضلن البقاء في دار الضيافة على الرجوع لأخيهن. من جهته، أوضح المشرف على فرع هيئة حقوق الإنسان في منطقة عسير، الدكتور هادي اليامي، أن الهيئة باعتبارها جهة رقابية تقوم بمتابعة الجهات المختصة لتقديم الخدمات اللازمة، سواء كانت رعاية صحية، أو تحقيق، أو حماية، بالإضافة إلى الجهات الأمنية، ومجريات التحقيق، ومتابعة القضية، وإحالتها للقضاء في حال وجود إدانة على أي طرف من أطراف القضية، مؤكداً أن التقارير تصلهم بشكل دوري، ولكن لا يمكن الإفصاح عنها لحين اكتمال التحقيقات، مشيراً إلى إمكانية عقد جلسة صلح تشرف عليها لجنة إصلاح ذات البين التابعة لهيئة حقوق الإنسان إذا توفرت البيئة المناسبة للإصلاح بما يضمن لهم حياة كريمة، وعدم تعرض أي طرف من أطراف الأسرة لعنف مستقبلي. يذكر أن «الشرق» تناولت في عددها الصادر أمس قضية حنان المعنفة (25 عاماً)، التي أحرقت نفسها وماتت بسبب العضل والتعنيف.