أحبطت طالبة تدرس في المرحلة الثانوية بمدينة أبها، اليوم، محاولة إحدى زميلاتها، الانتحار، إثر تناولها كميةً من مادة الكلوركس في دورات مياه المدرسة، لتنقل الأخيرة على عجلٍ بواسطة رجال الهلال الأحمر إلى مستشفى عسير المركزي، حيث ترقد هناك وحالتها الصحية مستقرة. وكشف عن أن إقدام الفتاة على الانتحار جاء على خلفية حكمٍ قضائي بتسليمها وأختها إلى والدهما غداً. وكانت طالبة في الثانوية السادسة بأبها، أخبرت زميلتها بمشكلةٍ عائلية تواجهها، وأنها تفكر في الانتحار، لتقوم بالتوجّه إلى دورات المياه وفي يدها زجاجة، الأمر الذي أثار شكوك زميلتها، التي لحقت بها إلى هناك، وشاهدتها تتناول مادة الكلوركس محاولة الانتحار، لتستنجد بمديرة المدرسة والمعلمات، اللاتي سارعن إلى استدعاء الهلال الأحمر الذي نقل الطالبة إلى مستشفى عسير المركزي. وطمأنت مساعدة مدير عام التربية والتعليم في منطقة عسير فاطمة لاحق، أن حالة الطالبة الصحية "جيدة"، كاشفة أن محاولة الطالبة الانتحار جاءت اعتراضاً على حكم قضائي بتسليمها وأختها إلى والدهما غداً. وبيّنت لاحق في تصريحٍ ل "سبق" أن الطالبة من الطالبات المتميزات، موضحة أنه بمجرد أن أبلغت الطالبة المعنية صديقتها عن محاولتها الانتحار، قامت مديرة المدرسة بإبلاغ الجهات المختصة والاتصال بأسرتها لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وأكدت أن هناك لجنة من تعليم منطقة عسير ممثلة في إدارة إرشاد الطالبات، ستقوم بزيارة الطالبة، ومتابعة حالتها، والاطمئنان عليها، وإبلاغ الجهات الحكومية المختصة بالحالة، مشيرةً إلى قيام "تعليم البنات" بعسير، بدراسة ملف الطالبة وتوجيه إدارة إرشاد الطالبات لتحري وضعها ومساعدتها. من جهته، قال ل "سبق" خال الطالبة: إن ابنة أخته تعاني ظروفاً قاسية منذ أن كانت تعيش مع أختها في بيت والدهما، قبل أن تنتقل قبل خمس سنوات للعيش مع والدتها. وأشار إلى أن صدور حكم يقضي بحضانة الشقيقتين لوالدهما، جعل الطالبة المعنية تعيش حالة نفسية سيئة، أدت إلى محاولتها الانتحار. وطالب خالها بتدخل لجان الحماية الاجتماعية، وهيئة حقوق الإنسان، بتقصي الحقائق وحماية الطالبة وأختها من سوء المعاملة، والتأكد من إنهما يحصلان على حقوقهما في التعليم، والرعاية، دون قسوة أو سوء معاملة. من جهته، بيّن مدير العلاقات العامة والإعلام في إدارة التربية والتعليم بمنطقة عسير أحمد فرحان، أن مدير التربية والتعليم جلوي آل كركمان، وجّه بتشكيل لجنةٍ؛ لمتابعة وضع الطالبة وزيارتها والتعرُّف على أبعاد المشكلة، ورفع تقريرٍ مفصلٍ عن الحادثة، والتوجيه بالتواصل مع الجهات الحكومية ذات العلاقة لحل مشكلتها، والتواصل معها من خلال إدارة الإرشاد الطلابي ودراسة الحالة الاجتماعية للطالبة، والوقوف على أي مشكلةٍ تواجهها ومحاولة المساهمة في حلها بالتواصل مع أطراف القضية.