تابعت "سبق"، قضية المُعنَّفة حنان الشهري التي وجدت محروقة في مطبخ منزل أسرتها الشهر الماضي بعد أن فشلت في الزواج بمن أرادت، بجانب تعنيفها من أخيها وخالها، مما قادها إلى الانتحار بإضرام النار في نفسها. ووفقاً للمعلومات الواردة كانت "حنان" الطالبة بكلية التربية في بيشة، واجهت معاملة قاسية من أخيها بعد وفاة والدها، كان آخرها رفضه إتمام زواجها من شاب تقدم لخطبتها ودفع مهرها لخالها، الأمر الذي دفعها لشرب مادة البنزين وإضرام النار في جسدها قبل أن تفارق الحياة، بعد يوم من وصولها إلى مستشفى محايل عسير متأثرة بجراحها.
وعلمت "سبق" أن هيئة حقوق الإنسان، تابعت القضية منذ بدايتها، والتي أكدت العديد من الجهات الأمنية تعرض الأسرة من الأم والشقيقات للعنف، والتهديد من شقيقهم وخالهم، وأنه تم دراسة حالة الأسرة من لجنة الحماية الاجتماعية التي اتضح خلالها أن الأم والفتيات تعرضن لعنف أسري، وأن المتوفية تقدم لخطبتها شخص عن طريق خالها، وبعد أن تمت النظرة الشرعية، والموافقة على الزواج دون علم أخيها، والذي قام بتعنيف أخته وإهانتها، إلى أن أحرقت نفسها بالبنزين وتوفيت على أثر ذلك.
وعلمت "سبق" من أحد قريبات المتوفية، أن هناك خلافات مالية على الإرث، وتعرض الأسرة للسطوة والعنف.
من جهته أكّد الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير المقدم عبدالله آل شعثان، أن القضية ما تزال قيد التحقيق وتم تحويل تقارير الجهات الأمنية لأمارة منطقة عسير، ولهيئة التحقيق والادعاء العام للنظر في كافة ملابسات هذه القضية، والأضرار التي لحقت ببقية أفراد الأسرة جراء العنف ضدهم.
كما أكّد المشرف العام على فرع هيئة حقوق الإنسان بمنطقة عسير الدكتور هادي اليامي، أن فرع الهيئة قام بمتابعة الموضوع بعد أن تلقت شكوى من شقيقتها.
وأوضح "اليامي" أن الهيئة قامت بدراسة وضع الأسرة بشكل عام، وظهر تعرض بعض أفرادها للعنف الأسري، وتولت هيئة التحقيق والادعاء العام التحقيق في القضية، والتي صدر عنها إيقاف الخال والأخ على ذمة القضية، وما يزال التحقيق جارياً، وستحال الواقعة للقضاء للنظر فيها شرعاً.
وبين "اليامي" أن الهيئة تنتظر تقرير الجهات الأمنية المختصة، والشؤون الاجتماعية التي سيتم التنسيق المباشر معها لتوفير الحماية لبقية أفراد الأسرة.
وتابع "اليامي" أن الهيئة تعمل مع العديد من الجهات الرسمية والأهلية لنشر الوعي عبر برامج توعوية بآثار العنف الأسري على المجتمع السعودي، وأهمية إيجاد برامج للحد من قضايا العنف الأسري لأثره السلبي على الأسرة والمجتمع.
وقال "اليامي" أن الهيئة بصدد إقامة ملتقى متخصص في هذا المجال صدرت موافقة أمير عسير على إقامته بعد شهر رمضان، وستشارك به العديد من الجهات ذات العلاقة التي ستقدم أوراق عمل عن العنف الأسري، وآثاره وكيفية الحد من زيادة حالات العنف بالمجتمع السعودي، وأهمية إيجاد دراسات وبحوث اجتماعية خاصة بذلك، مؤكداً على توجيهات رئيس الهيئة الدكتور بندر العيبان لتفعيل هذه الثقافة ونشر الوعي الاجتماعي حولها عبر العديد من البرامج.