كثيراً ما أسمع جملة «جلد منفوخ»، وهي جملة يستخدمها بعض المنتمين للوسط الرياضي في إشارة منهم إلى كرة القدم وأنها في النهاية عبارة عن جلد منفوخ لا قيمة له! وأنا أستغرب حقيقةً من أصحاب هذا الفكر وهذا الكلام الذي لا يصدر عن أناس محترفين ومنتمين بجد لوسط يعدّ الأبرز في الساحة سواء داخلياً أو خارجياً! والغريب أن من يستخدم هذه المفردة عادة يكون هو الأسوأ بلا منازع من حيث التعصب وإثارة المشكلات والاحتقان ومع ذلك يكرر في كل رأي له أو مقابلة تلك المقولة «الدونية»! التي يستخف بها بمنظومة كرة القدم معتقداً أن تكرارها دليل على حياديته ونزاهته وحرصه على تقارب الجميع ونزع فتيل التعصب والاحتقان والخلاف! وهذه مشكلة من هبط للإعلام بالبراشوت! لا يعي كيفية استخدام المفردات وأهميتها ودورها في تشكيل عقلية المتلقي خصوصاً صغير السن الذي لا يعرف مِن هذا المتحدث سوى كلمة جلد منفوخ! منظومة متكاملة قامت عليها بعض الدول واعتبرتها جزءاً من الثروة الوطنية كالبرازيل والأرجنتين! في حين الأخ ما زال ينظر لها على أنها مجرد جلد منفوخ يتقاذفه بعض المراهقين داخل مستطيل أخضر! وتلك نظرة سطحية وقاصرة لكرة القدم التي باتت علماً وصناعة قد تسهم يوماً بشكل أكبر في الاقتصاد الوطني.. أيُّ عاقل لا يقبل بأن تُطلق على المجال الذي يعمل فيه جملة «جلد منفوخ»! بهذا الشكل الدوني الذي يوحي بأن كرة القدم مجرد لعب عيال! ولا تستحق أن نختلف أو نكره بعضاً من أجلها.. وهذه كلمة باطل أريد بها حق.. فصحيح لا يوجد هناك من أمور الدنيا ما يستحق أن نكره بعضاً أو نختلف مع بعض من أجله بهذا الشكل المتعصب.. ولكن هذا لا يعني أن أقلل من ذلك المجال وأعتبره من سقط المتاع لأن ذلك سيقلل مني ومن كل منتمٍ له، وهذا مع الأسف ما لم يأخذه مطلقو تلك الجملة في اعتبارهم! فهم يقللون من أنفسهم دون أن يشعروا! كرة القدم كانت متعة وهواية وتحولت لاحتراف وصناعة، وحالها حال كل المجالات فلا إفراط ولا تفريط.. يا أصحاب الجلد المنفوخ!!