فقدت بعض العادات الرمضانية الأصيلة كثيراً من وهجها بحسب ما يؤكده مراقبون ومنها عادة تبادل الأطباق بين الجيران، خاصة في المدن الكبيرة أو لدى الزوجات الشابات، ممن لا يعرن كثيراً من الاهتمام للعادات و التقاليد، فيما عزا الانحسار لتراجع الوضع الاقتصادي للأسر و غلاء السلع. تقول ليلى أحمد الشويهين ربة منزل خمسينية « أقيم في هذا الحي منذ عشرين عاماً و عندما أقارن بين توزيع الأطباق الرمضانية قبل عشرين عاماً والآن أجد فرقاً شاسعاً، فمثلاً في رمضان الماضي لم نوزع أي طبق و بالمقابل لم نتلق أي طبق، في حين أن هذا كان مختلفاً جداً عما كان عليه الوضع قبل عشرين عاماً حيث كنا نتلقى في اليوم الواحد 3 أطباق و أكثر و نرسل عدداً مماثلاً للجيران، في حالتي توجد عدة أسباب: عديد من الجيران أرسل لهم الأطباق و لا يعيدونها، كما أنه لا يوجد لدي الآن أحد ليرسل الأطباق للجيران فجميع أبنائي و بناتي تزوجوا». فيما تقول مريم أبو السعود وهي موظفة في القطاع الخاص و متزوجة حديثا» لا أعرف أحداً من الجيران المحيطين بي فأنا أقيم في منطقة جديدة في القطيف انتقلت لها بعد زواجي، و أغلب الناس فيها لا يعرفون بعضهم كونها منطقة جديدة» لافتة إلى أنها لم تفكر في توزيع الأطباق كونها تبدأ متأخرة في إعداد الطعام بعد عودتها من العمل في الساعة الخامسة مساءً، ولا تنتهي إلا بعد الأذان بأكثر من نصف ساعة ما يصعب عليها إرسال الأطباق، أما حنان الدوسري و هي حارسة أمن في مستشفى خاص فتعترف أن دوامها غير المنتظم و جهلها بالطبخ يجعلها تخجل من إرسال أطباق للناس قد لا تعجبهم حيث سبق لها أن أرسلت طبقاً لأحد الجيران، ثم في لقاء لاحق معهم سألتهم إذا ما أعجبهم ليرد ابنهم الصغير إنها كانت سيئة جداً و تخلصوا منها في سلة المهملات. طفلة تحمل طبقاً للجيران يقول الاختصاصي الاجتماعي جعفر العيد إن انحسار عادة تبادل الأطباق الرمضانية يعد أمراً نسبياً فهي منحسرة في المدن الكبيرة أكثر منها في القرى أو الأحياء القديمة و التي ما زال أهلها متمسكين بالعادات و التقاليد، في حين أن المدن الكبيرة أثر عليها التطور الحضاري و ضعّف العلاقات بين الجيران، كما أن كثيراً من الأمهات لم يعدن يسعين لترسيخ هذه العادات في بناتهن المتزوجات حديثاً أو المقبلات على الزواج ما يساهم في نسيانها و اندثارها، وسابقاً كان الإفطار في المنازل مصدره الأطعمة المعدة منزلياً، و يضيف العيد» قد يكون للعامل الاقتصادي دور أيضاً في تراجع العادة نظراً لتراجع الوضع الاقتصادي للأسر و ارتفاع أسعار السلع الرمضانية تحديداً.