في العالم الغربي – الذي يعتبره كثيرون فاجراً- هناك بساطة مطلقة في مناقشة الأمور علانية، في برلماناتهم ووسائل إعلامهم بل وحتى – اللهم يا كافي- في أفلامهم ومسلسلاتهم ومسرحياتهم! وهم يزيدون على تلك العلانية بإطلاق النكات على الأحداث دون حساسية! لم نصل في عالمنا العربي لتلك المرحلة من المكاشفة! عالمنا العربي «يحب الستر» ومواطنوه يحبّون «العافية»! وحتى في مسلسلاتنا وأفلامنا الشحيحة لا نزال أسرى مناقشة قضية زواج فلان من فلانة، حيث إنه «دشري» ومدمن مخدرات فيما هي – ما شاء الله عليها- ذات سلوك جيد ولكنها تحب «ابن الجيران» الذي لا يعلم بحبها له لا لشيء سوى أنه غارق في حب «بنت خالته» التي تحب هي الأخرى «ابن خالها» المتزوج بأربع وتخطط لتنفيذ «عمل» له يجعله يطلّق إحدى رباعيته ويسخّره لها وفي نهاية «الفيلم» أو «المسلسل تكتشف أنه أخوها من الرضاع فنبكي كمشاهدين على تلك «الكارثة»! في الغرب الوضع مختلف جداً، في أفلامهم خصوصاً قد يجلدون الذات فيتحدثون عن كوارث السياسة الأمريكية وفظاعتها خصوصاً تجاه دول العالم الثالث! عن فساد بعض الشخصيات السياسية يتحدثون! عن الفساد المستشري لديهم حتى بحقّ رجال الشرطة الذين يطلقون عليهم تعريفاً شبه عام: «رجال الشرطة الفاسدون»! وقد يتحدثون عن فساد بعض رجال الدولة «الأمريكية» المؤثرين في «القرار»! وعن فساد بعض الشركات الكبرى وغير ذلك، هناك في الغرب «كل البلاوي» عرضة للكشف والنقد وتكثيف التحليل لا للوصول للحقيقة وحسب بل لتصحيح المسار! في مجتمعاتنا العربية التي نصور بعضها بشبه الملائكية لا شيء من ذلك مطلقاً! فكل الأمور «تمام التمام»! والحمد لله فهذا من فضل ربي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.