بعد فشل الإخوان المسلمين في فلسطين وانقلاب حركة حماس الإخوانية على الحكومة التي شكلتها، ها هم يفشلون اليوم في مصر بل يسقطون سقوطا تاريخيا لأنهم لا يحملون في تربيتهم وثقافتهم روح المشاركة مع الآخرين. يتصرفون على قاعدة (نحن أو لا أحد). لقد فرضوا دستورا على البلاد ضاربين عرض الحائط رفض قوى ومرجعيات سياسية كبيرة في مصر لبنود أساسية في هذا الدستور رغم الاستفتاء، فالدساتير لا تحسم بالاستفتاء بل بالتراضي مع كل المرجعيات السياسية والدينية والاجتماعية الكبرى. تدخلوا في القضاء المصري المشهود له، الذي كان حرا حتى أيام العهود السابقة ولطالما كان مشاكسا ومتمسكا بالقانون أيام حكم الرئيس السابق حسني مبارك. حاولوا وضع أصابعهم في مؤسسة الأزهر التاريخية الدينية. والأهم أن تحالفاتهم الخارجية كانت ضبابية وكذلك مواقفهم من الوضع في سورية وعلاقتهم الملتبسة مع إيران، إذ بعد عامين ونصف من انطلاق الثورة السورية تذكر قادة الإخوان المسلمين وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي أن إيران شر على الأمة العربية والإسلامية بعد أن روج لها ولسياستها هو والإخوان والجزيرة لأكثر من عشرين عاما. الدولة الوحيدة التي تمسكت بالرئيس السابق محمد مرسي كرئيس شرعي منتخب هي إيران. ولعل المواقف الغربية الأمريكية والبريطانية كانت حزينة لما حصل مع الإخوان لأن ثمة اتفاقات وتفاهمات مع هذه الجماعة سيلقى بها في سلة المهملات. مصر أفشلت المخططات الغربية لمستقبلها ومصر أفشلت الأحلام الإيرانية وأطماع الإخوان المسلمين في التفرد والاستبداد والاستحواذ والأنانية والعنف. فلو قبل مرسي الانتخابات المبكرة لحسبت له وللإخوان رصيدا شعبيا ودوليا لكن إرادة الله قضت بهذا السقوط التاريخي.