أثمرت الوعود الإخوانية الكاذبة في مصر بفوز الرئيس محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية وقبلها بحصولهم على نسبة مرموقة من مقاعد البرلمان المصري. لكن حبل الكذب قصير ويبدو أنه قصير جداً إذ إن التجربة الأولى للإخوان المسلمين في مصر كانت قضية الدستور الذي قاموا بفرضه على البلاد رافضين مشاركة مكونات المجتمع الدينية والسياسية وغيرهما في وضعه ونقاشه كما يجب. تم الاستحواذ على الوظائف لأعضاء الجماعة وبعدها خذلان حلفائهم من السلفيين والكذب ونكث العهود والاتفاقات.. إلى أن تعرى المشروع الإخواني في مصر بالكامل وظهر على حقيقته، فالإخوان لا يعترفون إلا بمن ينتمي إليهم وبأعضاء جماعتهم وتغلب عليهم عقلية الاستحواذ والاحتكار والأنانية وعدم المشاركة. ولذلك كله ندم المواطن الذي انتخبهم وندم الحزب الذي تحالف معهم وشعر كثير من المخدوعين بهم بالغبن وتدحرجت كرة الثلج حتى أضحت في الشارع تكبر كل يوم. وجاءت إقالة النائب العام وغيرها من القرارات الرئاسية لتثبت أن قرارات الرئيس المرسي إنما هي قرارات يرسمها المرشد العام للجماعة ضمن إطار خطة تهدف إلى السيطرة على مصر. كرة الثلج تكبر في بلاد الكنانة وقد وصلت إلى استعداء الأزهر الشريف ومحاولة التلاعب بهيكليته التاريخية للسيطرة عليه ومعاقبته على موقفه من إيران وهي الحليف السري للإخوان المسلمين.. وسوف تأتي عما قريب معركة الإخوان مع المجلس العسكري والتي ستفشل لتصبح هذه الجماعة بين فكي كماشة، الشارع والجيش.