لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يسقط المنتخب الإسباني بهذه الطريقة أمام نظيره البرازيلي (0-3) في نهائي كأس القارات، خصوصاً أن «لا فوريا روخا» دخل هذه المواجهة مع أصحاب الضيافة وهو لم يذق طعم الهزيمة في مسابقة رسمية في 29 مباراة على التوالي (رقم قياسي)، فهل يعني ذلك أن الحقبة الإسبانية الاستثنائية قد انتهت؟ لاعبو المنتخب البرازيلي يعبرون عن فرحتهم بعد مراسم التتويج (إ ب إ)
فرحة ديفيد لويز باللقب لا يمكن لأحد أن يشكك بقدرات المنتخب الإسباني الذي فرض هيمنته في الأعوام الخمسة الأخيرة على الصعيدين القاري والعالمي وأصبح أول منتخب يحرز ثلاثية كأس أوروبا- كأس العالم- كأس القارات، لكن رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي لم يستحقوا حتى الوجود في المباراة النهائية لكأس القارات لأنه احتاج إلى ركلات الحظ الترجيحية لتجاوز نظيره الإيطالي الذي كان الطرف الأفضل على الإطلاق في المواجهة بين الطرفين في نصف النهائي. وتأتي هذه الخسارة المدوية في المباراة بعد ثلاثة أعوام و14 يوماً على الهزيمة الأخيرة التي مُنِيَ بها الإسبان على صعيد المسابقات الرسمية وكانت في افتتاح مشواره في مونديال جنوب إفريقيا 2010 على يد نظيره السويسري (0-1)، كما أنها الأولى على الصعيدين الرسمي والودي أمام البرازيل منذ دور المجموعات من مونديال المكسيك 1986 (0-1) أي منذ مواجهتهما الرسمية الأخيرة (تواجها بعدها في مناسبتين وديتين عام 1990 وفازت إسبانيا 3-0 وعام 1999 وتعادلا 0-0). مشجعتان برازيليتان تتابعان المباراة باهتمام شديد ولا يمكن اعتبار الخسارة أمام البرازيل في نهائي كأس القارات بداية النهائي للإسبان على الإطلاق، إذ إنهم خرجوا من الدور نصف النهائي لنسخة 2009 على يد منتخب متواضع مقارنة مع البرازيلي وهو المنتخب الأمريكي، إلا أن ذلك لم يمنعهم من الفوز بكأس العالم بعد عام ثم بكأس أوروبا 2012. وما هو مؤكد أن أي منتخب كبير قد يمر بيوم صعب، فكيف الحال إذا كان يختبر هذا اليوم الصعب في مواجهة منتخب مضيف توج بطلاً للعالم 5 مرات ويلعب بين جماهيره على ملعب أسطوري مثل «ماراكانا»، فالنتيجة ستكون ثقيلة جداً. ومع بدء العد العكسي لاستضافة مونديال 2014 بعد 12 شهراً على الأراضي البرازيلية، أعطت النتيجة الكبيرة التي تحققت أمام أبطال العالم وأوروبا الأمل للبرازيليين بإمكانية رفع كأس العالم للمرة السادسة إذا جرت الأمور كما يتمنون. وبدأ المنتخب البرازيلي البطولة وسط التشكيك بقدرته على الارتقاء إلى مستوى المسؤولية أمام جماهيره، وكان الأسطورة بيليه أو من طرح علامات استفهام على وضع «سيليساو» الذي فقد في الأعوام الأخيرة ثقة الجمهور به بعد أن فشل في الذهاب أبعد من الدور ربع النهائي في مونديالي 2006 و2010 وفي كوبا أمريكا 2011. برازيلية تساند منتخب بلادها ومن المؤكد أن سكولاري يملك الأسلحة اللازمة لكي يعوض على بلاده ما فاتها عام 1950 حين استضافت نهائيات كأس العالم للمرة الأولى ووصلت إلى النهائي قبل أن تخسر أمام الأوروجواي، ويبدو أن استراتيجيته تعتمد على عنصر الشباب الذي يجسده بشكل خاص نيمار (21 عاماً)، وذلك استناداً إلى التشكيلة التي خاض بها كأس القارات التي استبعد عنها كاكا ورونالدينيو. ومن المؤكد أن أبطال العالم خمس مرات قدموا في كأس القارات مستوى أفضل من ذلك الذي ظهروا به في المباريات التي خاضوها منذ عودة سكولاري حيث خسروا أمام الإنجليز (1-2) وتعادلوا مع إيطاليا (2-2) وروسيا (1-1) وتشيلي (2-2) ولم يحققوا سوى فوز واحد كان على بوليفيا (4-0). شاكيرا تابعت المباراة من المدرجات