قد أتصنّع «الجمال» شغفاً به، محباً له، فهل أنت مثلي؟، فقد تكون صديقي في مواقع التواصل الاجتماعي ولكن هل تضمن تلك الأدوات تقديم صورة شاملة عني تمكّنك من الحكم عليّ من خلالها فقط؟، أم يلعب تصورك – وهماً – صورة مثالية قد لا يكون لها أساس واقعي؟!. وقبل أن أحظى بجميل ظنك أحبّ أن أذكرك بكوني إنساناً، أبكي وأضحك وتتخاطفني شتى المشاعر المتباينة، وقد أنفعل فأكيل الشتائم وأوزعها بأريحية حتى على نفسي!، وقد تدركني الحيرة مثلك تماماً بما يتقاصر عنه تصورك لحالة مأساوية طافحة!، أنت ترى جانباً مضيئاً مني؛ ضاحكاً ومحباً وشفيفاً خلف الشاشة، قد أستعير قناع مهرج يحاول إسعاد البشر فيما المأساة تلهو بعقله وتنشب المعاناة أظافرها في قلبه!، لم تبصرني على حقيقتي باكياً وغضوباً تغلفني سحابة من العجز والحيرة، أو (غائصاً) في «طيني البشري» ورغبات نفسٍ لا تنتهي!. لو قدّر لك ذلك لوليّت مني فراراً ولملئت مني رعباً!، حتى لو كانت غشاوة «المحاسن» تغطي عينيك عن مساوئي فإنها ستبلى يا صديقي!، فلا ضمان لبقاء تلك الغشاوة النادرة سوى على عين أمي فقط!، وما يحملني على البوح لك بكل ما سبق ما هو إلا محاولة لئلا يتطاول سقف توقعاتك عني، فيما الحقيقة هي أنني مجرد إنسان يدور في فلك عوالمه المتصارعة؛ لذا أرجوك أن تزيل أعباء «المثالية» – التي تفترضها- عن كاهلي!، لا تقيّدني أكثر مما احتملته على نفسي بأمانة أخذتها غروراً فيما أشفقت وأبت من حملها السماوات والأرض والجبال!، لا أدري إن كنت ستفهمني، إنما أنت مثلي تماماً، ولذا لن أثقلك بسقف توقعاتٍ عالٍ!، سأحتملك؛ فاحتملني.