بريدة – عارف العضيلة طالب بالاطلاع على نسخة عاجلة من تقرير اللجنة المختصة بالتحقيق في القضية. استقبل الطفلة راما ووالدها ومسؤولي صحة القصيم ومركز الأورام والطبيب المعالج. الخطأ يستوجب العقوبة ولا ننتظر «آسفين».. ولا أحد يعوِّضنا عن راما أو أي مواطن. رفض أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمس، بلغة حازمة لا تقبل التسويف، أي تبرير أو تأجيل في رفع نتائج التحقيق بقضية الخطأ الطبي الذي ألمَّ بالطفلة راما المحيميد، وحقنت على إثره بالكيماوي. وقال أمير القصيم إن ما حدث للطفلة راما «هو خطأ كبير يستوجب العقوبة العاجلة والرادعة والسريعة». مؤكداً أن «راما دخلت إلى المستشفى للبحث عن حقها في العلاج والاستشفاء، لا أن تجد من يهمل حالتها ويرتكب بحقها مثل هذا الخطأ الطبي الجسيم». مشدداً على وجوب «تطبيق التشريعات الصارمة في التعامل مع مرتكبي مثل هذه الأخطاء». وكان الأمير فيصل بن بندر يتحدث خلال الاجتماع الذي دعا إليه أمس وجمعه على طاولة مستديرة مع والد الطفلة راما، عبدالله الصالح المحيميد، ومدير عام الشؤون الصحية بالنيابة الدكتور عبدالله الصيقل، ومدير مركز الأمير فيصل بن بندر للأورام بالنيابة أحمد القبلان، واستشاري الأطفال في مستشفى الأطفال والولادة في بريدة والمشرف على حالة الطفلة راما الدكتور الأمين صباحي. وفي بداية الاجتماع قال الأمير فيصل: «إننا نتفهم غلطة مسؤول طبي في توصيف حالات بسيطة، وصرف أدوية أضرارها محدودة، لكن الذي لا يُقبل مطلقاً مثل هذا الخطأ الطبي الكبير، الذي كان يستوجب تطبيق التشريعات الصارمة في التعامل معه». وخاطب الأمير الحضور: «لقد طلبت الاجتماع بكم على هذه المائدة لمعرفة ملابسات وأسباب ماحدث ليتم وضع الحلول للأخطاء ومعاقبة المقصر أياً كان». من جهته، شرح الدكتور الأمين صباحي حالة الطفلة منذ دخولها المستشفى، مؤكدا أنه تم التعامل مع الحالة وفق المتطلبات اللازمة، ووقع الخطأ في مركز الأورام بسبب تشابه الأسماء، مما تسبب بإعطاء الطفلة راما العلاج الكيماوي رغم عدم وجود أورام سرطانية لديها. وطمأن الدكتور صباحي الأمير ووالد الطفلة، وأكد أن حالة راما إلى تحسن مستمر، وأنه تمت إحالتها إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض لمتابعة مراحل علاجها، وأنها قد تخضع للعلاج مدة ثلاثة أشهر حتى يتخلص جسمها تماماً من آثار العلاج الكيماوي. من جهته اعترف مدير عام الشؤون الصحية بالقصيم بالنيابة الدكتور عبدالله الصيقل بالخطأ الطبي الذي وقع للطفلة راما. وقال: «لقد أخطأنا ونقبل بالعقوبة التي يحددها النظام علينا جميعاً». ذاكراً أن مديرية الشؤون الصحية شكلت لجنة تحقيق ابتدائية بحالة الطفلة راما، ورفعت نتائج تحقيقاتها إلى لجنة المخالفات الطبية بصفتها الجهة المختصة بسن العقوبات، مؤكداً أن قضية الطفلة راما يوجد بها حق خاص وحق عام. ورفض الأمير فيصل طلب الصيقل بتأجيل رفع نتائج التحقيق، طالباً تسليمه نسخة عاجلة من التحقيقات. قائلاً: «إن القضية ليست بالسهلة ولا يجب أن تمر دون عقوبة رادعة». كما أصدر تعليمات مشددة إلى مدير عام الشؤون الصحية بتسخير كافة جهودهم وإمكاناتهم لاستكمال مراحل علاج الطفلة راما. وأعلن الصيقل أنه تلقى إفادة من نائب وزير الصحة محمد الخشيم بصدور الموافقة السامية الكريمة على تكفل الدولة بعلاج الطفلة راما بالخارج في حال رغب والدها في ذلك. من جهته عبَّر والد الطفلة عبدالله صالح المحيميد عن شكره وتقديره للأمير فيصل بن بندر على متابعته لحالة ابنته، مؤكداً أن متابعة الأمير للقضية سهلت له كثيراً من مراحل علاج راما. ووجه المحيميد شكره الخاص إلى الدكتور فيصل العنزي مدير مركز الأمير فيصل بن بندر للأورام، قائلاً إنه لم يعتمد على التقارير المكتوبة، بل تابع الحالة ووقف عليها حتى اكتشف الخطأ الكبير، وأنه كان لجهده الدور الكبير في إيقاف حقن راما بالكيماوي. وذكر المحيميد أن راما تعاني من آثار الحقن بالكيماوي وحالتها النفسية ساءت كثيراً، كما أنها تعاني من بعض الأعراض المرضية، مؤكداً أنه سيستكمل علاج ابنته في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض. وكان الأمير فيصل، قد التقى الطفلة راما واطمأن على صحتها، وداعبها بحنو الأب والوالد، مؤكداً لوالدها أنه على اتم الاستعداد لتقديم ما يكفل مراحل علاج الطفلة وتوفير أي احتياجات لها. الأمير فيصل مع الطفلة راما ( الشرق )