غادر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الأراضي الفلسطينية «بخفّي حنين» بعد 4 أيام أمضاها في جولات مكوكية بين عمّان والقدسورام الله التقى خلالها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عدة مرات في إطار مهمته الدبلوماسية لإحياء محادثات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية المتوقفة منذ 3 سنوات. وقبل مغادرة كيري المنطقة، أقرت بلدية القدس الإسرائيلية مشروع بناء 930 وحدة سكنية في مستوطنة هارحوما في موقع جبل أبو غنيم في القدسالشرقية، وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن أن اليوم الإثنين سيشهد إعطاء الضوء الأخضر لبدء تنفيذ المشروع. وتفادى كيري خلال مؤتمر صحفي عقده في مطار تل أبيب قبل سفره الحديث عن القرار الإسرائيلي أو إدانته ورفضه، متجنباً الحديث عن فشل زياراته، واكتفى بالقول «إنه جرى تضييق الخلافات وإنني سأعود إلى المنطقة قريباً، وأقول لكم إن تقدماً حقيقياً أُحرِزَ خلال هذه الجولة». ورأى كيري أنه مع بذل مزيد من الجهد فإن بدء مفاوضات الوضع النهائي يمكن أن يصبح في متناول اليد. في المقابل، استبعد عددٌ من المسؤولين الفلسطينيين رفيعي المستوي، خلال أحاديث منفصلة ل «الشرق»، أن يكون كيري حقق أي تقدمٍ يقضي بحل سياسي عادل للفلسطينيين، وهو ما أعلنه رسمياً كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات. وذكر عريقات أن قدراً من التقدم أُحرِزَ فقط خلال محادثات كيري مع «أبو مازن» ولا يمكن القول إنه أحدث انفراجة، في الوقت الذي جدد «أبو مازن» موقفه المطالب بوقف الاستيطان في الضفة الغربية وعلى رأسها القدس والاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67، فيما أبدى نتنياهو مجدداً عرضه الخاص بإجراء مفاوضات فورية بدون شروط مسبقة مع الفلسطينيين. وكان مسؤول فلسطيني رفيع المستوى أكد أمس الأول ل «الشرق» عدم تحقيق أي تقدم بشأن إعادة استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأوضح ذات المسؤول أن الرئيس عباس رفض عروضاً إسرائيلية بالإفراج عن عددٍ قليل من الأسرى الفلسطينيين مقابل التخلي عن باقي الشروط الفلسطينية والعودة إلى المفاوضات. وكان كيري غادر أول أمس عمّان بعد لقاءٍ ثانٍ بعباس وبعدما ألغى مؤتمراً صحفياً كان مقرراً أن يعلن فيه عن عقد قمة أمريكية أردنية فلسطينية إسرائيلية تمهد لإطلاق المفاوضات من جديد. وحول أسباب إرجاء المؤتمر، قال مصدر فلسطيني ل «الشرق»: «إنهم طلبوا من كيري تقديم ضمانات خطية من الجانب الإسرائيلي الأمر الذي أدى إلى إرجاء إعلان الاتفاق الذي بات وشيكاً».