أكد مسؤول فلسطيني رفيع المستوى عدم تحقيق أي تقدم بشأن إعادة استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين عقب لقاء وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في العاصمة الأردنية عمَّان مرةً أخرى لبحث سبل إحياء عملية السلام. وأوضح ذات المسؤول أن الرئيس عباس رفض عروضاً إسرائيلية بالإفراج عن عددٍ قليل من الأسرى الفلسطينيين مقابل التخلي عن باقي الشروط الفلسطينية والعودة إلى المفاوضات، لافتاً إلى ما سمّاه تمسك «أبو مازن» بوقف الاستيطان في مدن الضفة الغربية وعلى رأسها القدس والاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67. وأعلن كيري بشكل طارئ إلغاءه المؤتمر الصحفي الذي كان من المقرر عقده في عمَّان أمس السبت للإعلان، وفقاً لأنباء صحفية، عن انعقاد قمة رباعية إسرائيلية فلسطينية أمريكية أردنية لتكون منطلقاً للمفاوضات. وبحسب المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، ماري هارف، فإن كيري ألغى أيضا زيارته إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، التي كانت مقررة أمس بغرض متابعة جهود إحياء عملية السلام وعقد مزيدٍ من اللقاءات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، التي بدأها الخميس الماضي. من جانبه، اكتفى نمر حماد، وهو المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني، بالقول إنه «حتى اللحظة لم يحدث جديد، ولن نتحدث إلا عقب الانتهاء من اللقاءات لوجود اتفاق بين الطرفين بعدم التصريح للصحافة إلا عقب انتهاء اللقاءات». أما عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر، فدعا الرئيس أبو مازن إلى «عدم الخضوع للإملاءات والضغوط الأمريكية التي تمنح إسرائيل مزيدا من الشرعية لفرض واقع جديد على الأرض لا سيما في ظل وجود حكومة إسرائيلية متطرفة». ووصف مزهر العودة إلى المفاوضات مقابل إفراج إسرائيل عن عددٍ قليل من الأسرى الفلسطينيين ب «الأمر الخطير الذي قد يعيد الفلسطينيين إلى المربع الأول الذي كلفهم 20 عاماً من المفاوضات دون أي نتائج حقيقية». ورأى مزهر، في حديثه ل «الشرق»، أن المطلب هو عزل إسرائيل دولياً لا مفاوضتها والاشتباك معها سياسياً في المنظمات الدولية لتغيير ميزان القوة ومنعها من تنفيذ أجندتها ضد الفلسطينيين، معتبراً أن الرهان على المفاوضات بالرعاية الأمريكية فاشل. من ناحيتها، رفضت حركة حماس بشكل قاطع العودة إلى المفاوضات مع الإسرائيليين. واعتبرت في تصريح ل«الشرق» على لسان المتحدث باسمها، سامي أبو زهري، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل هما المستفيدتان من المفاوضات لاستغلالها غطاء لاستمرار سياسة التهويد والجرائم بحق الفلسطينيين. وقال أبو زهري إن «عودة سلطة رام لله للمفاوضات تجاوز للموقف الوطني وسيترك انعكاسات سلبية»، ورأى أنه من المبكر الحديث عن خطوات عملية تقودها حماس وفصائل المقاومة ضد سياسة العودة للمفاوضات، ناصحاً الرئيس الفلسطيني بالقول «نحن نؤكد على دعوتنا لمحمود عباس بعدم العودة للمفاوضات الضارة». بدوره، علل عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشيخ نافذ عزام، زيادة الضغوطات الأمريكية على أبو مازن للعودة للمفاوضات بعدم امتلاك واشنطن قوة حقيقية لإعادة الحق الفلسطيني لأصحابه وبعجزها عن ممارسة أي ضغط على إسرائيل لإجبارها على تغيير مواقفها المتطرفة تجاه الفلسطينيين. «الضمانات الخطية» تعطل إعلان كيري عن قمة سلام رباعية في عمّان عمان – سامي محاسنة أرجأ وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مؤتمراً صحفياً كان مقرراً أن يُعقَد أمس في عمّان للإعلان عن استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على قاعدة الموافقة على 3 شروط للفلسطينيين وهي «إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين» و«وقف المستوطنات» و«بحث قضايا الحدود» ولكن على أساس خط الرابع من يونيو لعام 1967. وحول أسباب إرجاء المؤتمر الصحفي لكيري، قال مصدر فلسطيني «إنهم طلبوا من كيري تقديم ضمانات خطية من الجانب الإسرائيلي الأمر الذي أدى إلى إرجاء إعلان الاتفاق الذي بات وشيكا». في الوقت نفسه، ذكر مصدر فلسطيني رفيع المستوى ل «الشرق» أن العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، سيستضيف خلال الأيام القليلة المقبلة لقاءً يجمع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وأكد المصدر أن الإدارة الأميركية قدمت مبادرة لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل تشمل ضمانات للطرف الأول. ويحاول وزير الخارجية الأمريكي إنجاز اتفاق يعيد الحياة إلى المفاوضات التي انقطعت منذ سنوات، لذا قام بجولات مكوكية بين القدس وعمّان لإنجاز الاتفاق وذلك على متن مروحية أردنية عسكرية.