الطائف – مضحي البقمي خادمات: الضرب والتحرش الجنسي، وإرهاقنا، وعدم الالتفات لإنسانيتنا، وتأخر الرواتب.. أسباب هروبنا. الأسمري: الدوريات عثرت على عدد كبير من الخادمات الهاربات، وتم اتخاذ الإجراءات النظامية حيالهن. البعاج: أحبطنا عمليات تهريب للخادمات، وقبضنا على بعض السماسرة في الخرمة وتربة. مافيا وعصابات تغري الخادمات برواتب تصل إلى 3000 ريال. ليلى: استقدمت إثيوبية كلفتني أكثر من عشرة آلاف ريال، وهربت بعد شهرين. تزايدت حالات هروب الخادمات خلال الأشهر الماضية، حيث أغرتهن فترة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة بالهروب من كفلائهن، واستغلت عصاباتٌ الموقف، وباتت تعمل بشكل منظم على مساعدة الخادمات للهروب مقابل أجور مغرية تصل إلى عدة أضعاف أجورهن الأساسية، الأمر الذي ألقى بظلاله على معظم البيوت السعودية، ولاسيما مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك. ما جعلهم يبحثون عن خادمات بديلات مقابل مرتبات تصل إلى 3000 ريال، إضافه لما تكبدوه من خسائر عند استقدامهم للخادمات الهاربات. وأكد عدد من المواطنين هروب خادمتهم مبينين أن الهروب أصبح ثقافة سائدة بين الخادمات للبحث عن فرص عمل ذات رواتب عالية. مشيرين إلى ازدياد نسبة الهروب في هذه الأيام التي تشهد تصحيحا شاملا لأوضاع العمالة المخالفة. خسارة عشرة آلاف وقالت ليلى عبدالله «استقدمت خادمة إثيوبية كلفتني أكثر من عشرة آلاف ريال بين مكتب استقدام وتأشيرة، ومكثت الخادمة شهرين وعشرة أيام، بعدها استغلت زيارتنا للأهل، وهربت من منزل والدي أثناء انشغالنا، وقمت بمراجعة المكتب الذي استقدمها، اعتقادا مني بأنها لجأت له، كونها لا تعرف إية جهة غيره، إلا أن صاحب المكتب أكد لي أنها لم تأتِ، وطلب مني أن أتوجه لأقرب مركز أمني لتسجيل بلاغ هروبها، وبالفعل قمت بالتعميم عنها، والتبيلغ عن هروبها في مركز الشرطة إلا أني وبعد أربعة أشهر من الانتظار لم يردني أي خبر عنها، وقد خسرت كامل المبلغ الذي تكبدته لاستقدامها». خطأ أكبر وبينت ليلى أنها بعد معاناتها من استقدام الخادمات استعانت بخادمة المؤقتة عن طريق السمسرة غير المشروعة وقالت: «أدرك تماماً أنني سوف أعالج الخطأ بخطأ أكبر، ولكن ماذا عساني أن أفعل، وفعلاً توصلت لرقم سمسارة من الجنسية الإندونيسية والإثيوبية والنيجيرية والحبشية، حيث اخترت الحبشية، وبعد التفاوض والاتفاق، تقاضى المسؤول عن الخادمة مبلغ (600) ريال سمسرة، وراتب الخادمة (2200) ريال في الشهر، وبعد أربعة أشهر اعتذرت الخادمة عن الاستمرار إجباريا، وفق مخطط شبكة السمسرة التي سوف تنقلها لمنزل آخر مقابل 600 ريال، وبحثت عن أخرى حتى تم الاتفاق مع إندونيسية من مكة، تقاضى الذي أحضرها لمنزلي في تربة ألف ريال، ومازالت تعمل لدي في المنزل بمبلغ 2100 ريال، وقد أوضحت لنا أنها سوف تطلب زيادة المرتب في رمضان». وطالبت ليلى بسن قوانين جديدة خاصة بالعاملات في المنازل، وتفعيلها لحماية المواطن في حال هروب الخادمة التي استقدمها من دون سبب مثلما حدث معها. أساليب متعددة وكشف منصور محمد عن بعض الأساليب المتعددة التي تتخذها الخادمات للتخلص من كفلائهن، وقال: «قامت عاملتنا السيريلانكية بعد مرور شهر ونصف من قدومها بإجراء اتصالات غريبة، وتتذرع على نحو دائم بالمرض، وعند عرضها على الأطباء تبين أنها لا تعاني من أي مرض أو حالة نفسية، فقمت بتسليم أوراقها للمكتب الذي قام باستقدامها، وناقشها بدوره عن سبب ادعائها المرض؛ فاعترفت أنها لا تريد العمل لدينا. وبعد أسبوع من التردد على المكتب تفاجأنا بهروب الخادمة من المنزل، رغم متابعتنا الدقيقة لتحركاتها، وقد تبين أنها كانت متفقة مع مجموعة من الخادمات على الهرب للعمل في منازل أخرى مقابل مرتبات عالية تتجاوز 1800 ريال، متسائلا ما هي الجهة التي تحفظ للمواطن حقوقه بعد استقدام خادمة تغير رأيها فور وصولها، كأنها في رحلة سياحية؛ لكي يتجه لها لاسترداد حقوقه؟ لافتا إلى أنه تكبد خسارة 14 ألفا على الخادمة التي هربت، ولم يتم العثور عليها بعد بلاغات عدة في الشرطة والجوازات. مافيا خادمات ويؤكد فهد البقمي وعبدالله العاكور أن أعداد الخادمات الهاربات هذه الأيام في تزايد كبير تحت رعاية ومتابعة مافيا وشبكة كبيرة من السعوديين والأجانب تنتشر في عدة مناطق، تقوم بتوزيعهن على الأسر في القرى والهجر مقابل مبالغ مالية كبيرة، إضافة إلى ارتفاع مرتب الخادمة إلى أكثر من 2500 ريال شهريا، مع بعض المميزات وبينوا أن الأسر السعودية تستنفر طاقتها في رمضان المبارك الذي تكثر فيه الأعمال المنزلية والدعوات، لذلك قد تضطر الأسر إلى استقطاب خادمة بطرق غير نظامية، وعن طريق السماسرة بمبالغ كبيرة تتراوح بين 2500 ريال و 3000 ريال خلال شهر رمضان المبارك، وطالبوا الجهات المعنية باتخاذ حلول وتدابير عاجلة للحد من هذه الظاهرة التي تستنزف جيوب المواطنين، في ظل وجود ضبابية في أنظمة الاستقدام تجعل جميع المميزات والحقوق في صف الخادمة. أسباب الهروب واتفقت الخادمات على أسباب الهروب، ولاسيما في الفترة الحالية التي تشهد تصحيح أوضاع العمالة، حيث قالت «مريم» (حبشية) و«مايا» إندونيسية «هناك عدة أسباب لهروبنا من كفلائنا، منها إرهاقنا بأعمال المنزل كلها، دون الالتفات إلى إنسانيتنا وآلامنا والإيذاء الجسدي، والضرب والتحرش الجنسي والتأخر في تسليمنا مستحقاتنا المالية أو عدم الصرف بشكل منتظم» كما أشارتا إلى أن هناك تواصلاً مع مقيمين من أبناء جلدتهما يعرضون عليهما وعلى أخريات مثلهن العمل في مواقع أخرى بمرتبات عالية، وتشغيلهن ومساعدتهن بالتنقل من منطقة إلى أخرى، والتستر عليهن وتحريضهن على الهروب، مؤكدات جميعهن أنهن لم يعرن قرار التعديل، ونهاية المهلة أي اهتمام وأبدين إصرارهن على الهروب بقولهن «من يدخل المنازل ويفتش غرفها بحثا عنا؟ وأقصى حد للعقوبة تجاهنا ترحيلنا الفوري لبلادنا «. مفاوضة السماسرة وقامت الشرق بالاتصال بهواتف بعض السماسرة من النساء والرجال، وتبين أنهم يتبعون أشد درجات الحذر، ويستخدمون رموزا وشفرات معينة تضمن لهم أن المتصل ليس من رجال الأمن، أو سوف يبلغ عنهم، ما جعلنا نأخذ الشفرات من بعض المواطنين الذين يتعاملون مع السماسرة، حيث تمكنا من استنطاق أربعة أفراد: ثلاث نساء ورجل، جميعهم يقومون بتوزيع الخادمات مقابل مبالغ مالية كبيرة، وقد كان جميع تعاملاتهم حذرة، حيث يتم تحديد المبلغ الذي يتم به نقل الخادمة لموقع الزبون، ويحدده السمسار شخصيا في مكان منزوٍ وبعيد عن المدن، إضافة إلى تقاضي 800 ريال لنقل الخادمة من تربة للخرمة والعكس، وأكثر من 1300 ريال لنقلها من مكةوالطائفوجدة للخرمة وتربة، كما اتضح أن سعر تسليمها للزبون في المدينة نفسها ب 600 ريال، كما يتم تحديد راتب الخادمة حسب عدد أفراد العائلة وحجم ومساحة المنزل بحيث يتراوح خلال شهر رمضان بين 2500 إلى 3000 ريال مع مغادرتها لذويها في 28 من رمضان، ومن اللافت للنظر أن السماسرة جميعهم متفقون على السعر الذي يتم به جلب الخادمات، إضافة إلى أن بعضهم يقوم بنهرنا ومحاولة التهجم لفظيا وغلق الجوال». مكاتب الاستقدام يقول دحيم جعفر -صاحب مكتب استقدام- إن كل مكتب لديه مترجم من نفس بلد العاملة المنزلية، وتكون مهمته توضيح مالها وما عليها من حقوق وواجبات، ويتم تأهيل الخادمات للعمل في البيئة المحلية قبل تسلمها العمل، وذلك بعرض المشكلات التي ترد على المكاتب، وكيفية التعامل معها، ولكن إذا لم تعتدل الخادمة هناك إجراء البيع ونقل الكفالة لمكفول آخر، وطبعاً بسعر مطابق أو مقارب لتكلفتها على الكفيل وفق العرض والطلب. تخطيط مسبق ولفت جعفر إلى أن أهم أسباب هروب الخادمات حاليا وجود سماسرة يخططون لهن قبل وصولهن، ويرسخون لهن فكرة هروبهن بعد ثلاثة أشهر للبحث عن فرصة أفضل، براتب يفوق راتبها الأصلي يتخطى 2500 ريال شهريا، ولاسيما في شهر رمضان المبارك، وكذلك تعامل الأسرة مع الخادمات بعدم تأهيلهن للأعمال الجديدة، فهي تأتي من بيئة مختلفة، ولا تتكيف مع الواقع الجديد بسهولة. الجهات الأمنية من جانبه أكد مدير شرطة تربة العقيد علي الأسمري أن الدوريات الأمنية تمكنت من العثور على عدد كبير من الخادمات الهاربات من كفلائهن، بعضهن تعرضن للتحرش الجنسي، وقد تم اتخاذ الإجراءات النظامية حيالهن، وتحويلهن للجهات ذات الاختصاص مضيفا أن النقاط الأمنية في المداخل قد منعت أيضا تهريب أعداد كبيرة من العاملات المنزليات من وإلي تربة أثناء عملية التفتيش. كما أكد مدير فرقة المجاهدين في المحافظات الشرقية للطائف فيحان البعاج أن رجال الفرقة قد أحبطوا عديدا من حملات تهريب الخادمات، إضافة إلى إلقاء القبض على بعض سماسرة الخادمات لتوزيعهن في الخرمة وتربة. اتصل لاحقا إلى ذلك اتصلت «الشرق» بمدير مكتب العمل ومدير الجوازات في الطائف إلا أنهما لم يردا على اتصالاتنا لكي نحصل منهما على توضيح لتلك الظاهرة، وبعد الاتصال بهواتف العمل رد أحد الموظفين: «نحن مشغولون بعمليات تعديل وضع العمالة، اتصل لاحقا». خادمات إثيوبيات هاربات تم إلقاء القبض عليهن في إحدى النقاط الأمنية