أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات تهدف منذ انطلاقها إلى فتح آفاق واسعة لإنقاذ البشرية من ويلات الصدام والمواجهة التي سعى إليها بعض المتطرفين باستخدام شعارات دينية أو سياسية أو من خلال المتاجرة بقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية. جاء ذلك خلال كلمة له أمام الاجتماع ال 13 للمجلس الأعلى للتربية والعلوم والثقافة للمسلمين خارج العالم الإسلامي، والاجتماع العاشر لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في أوروبا، الذي نظمته منظمة الإيسيسكو في العاصمة البريطانية لندن يومي 26، 27 يونيه الجاري بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام ، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت، والمركز الثقافي الإسلامي في لندن الذي خصص لدراسة سبل تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات خارج العالم الإسلامي. وأشار الأمين العام للمركز في مستهل كلمته التي حملت عنوان «مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات من النظرية للتطبيق» إلى أن المبادرة منذ انطلاقها خطت خطوة تاريخية لقيادة حركة التعايش وترسيخ الاعتدال في مواجهة دعاوى الكراهية والصراع بين البشر، عبر لغة إسلامية حضارية، وتعميق المعرفة بالآخر، وتأسيس علاقات بين أتباع الأديان والثقافات على ركائز صلبة من الاحترام المتبادل، والاعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري والاستثمار المشترك الإنساني لصالح الشعوب، والمناداة بجعل الحوار طريقاً لعلاقات إنسانية إيجابية بين كل دول العالم، ليس سعياً وراء المصالح والسياسات، بل واستجابة لمقاصد وتعاليم الأديان، لاسيما الإسلام الحنيف، والالتقاء على مبادئ تصون الحريات، مؤكداً أن ما طرح من خلال المبادرة ينتصر للعقل على إثارة الحروب. وأبان فيصل بن معمر إلى أن المبادرة توجُّه إسلامي متميز نحو الحوار مع الذات والآخر المسلم وغير المسلم، لإنقاذ البشرية من مخاطر الصراعات والنزاعات التي يغذيها المتطرفون، سواء تحت شعارات سياسية أم دينية، وحتى تحت مسميات الديمقراطية وحقوق الإنسان في بعض الأحيان، مشيراً إلى أن إنشاء المركز جاء تتويجاً لتأييد المجتمع الدولي للمبادرة، والحرص على مأسسته وتفعيله لتحقيق أهدافها النبيلة. وعرض بن معمر خطة عمل المركز التي بدأ تنفيذها فور تدشينه رسمياً تحت مسمى المبادرات التي تقوم على انتخاب قضايا مشتركة بين أتباع الأديان والثقافات، انطلاقاً من رؤية واضحة بأن الدين عامل مهم لتعزيز ثقافة الحوار واحترام الآخر ورسالته وإرساء العدل والسلام والنهوض بدور فاعل للتواصل بين البشر والتعاون في كل ما يحقق لهم الخير والأمان. وقال: «من هذه المبادرات التي تبناها المركز مبادرة تحالف القيادات الدينية لحماية الأسرة والأطفال، التي تهدف لحماية الأطفال من كل ما يمكن أن يضرهم كالعنف والمرض، وذلك بالتعاون مع منظمة اليونيسيف ومنظمة الأديان من أجل السلام، وكذلك مبادرة الزمالة التي تهدف إلى إنشاء جيل من القادة الدينيين الشباب المؤمنين بالحوار، ومبادرة صورة الآخر، التي يسعى المركز من خلالها إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة واللاموضوعية وممارسة التنميط بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة بنظرة أكثر موضوعية ومصداقية واحتراماً لأتباع الأديان والثقافات كافة».