لو كان الأمر بيدي لاتخذت قراراً فورياً بإضافة مقررات دراسية عن فن صناعة وتطوير الذات، منذ الصف الأول الابتدائي وحتى آخر سنة من عمر الطالب الدراسي! والعمل على جعلها مادة مشوقة في أسلوب الطرح والعرض بعيداً عن رتابة وسائل التلقين المعتادة التي تسلب الطالب كثيرا من إبداعه؛ وتجعله أسيراً لثقافة التلقين الرائجة وما تعكسه من نتائج سلبية على مستقبله، بل وعلى شخصيته التي يجب على التعليم صقلها وتعزيزها، لمنحه شيئاً من روح الاستقلالية المطلوبة حسب فئته العمرية لا العكس! بجانب تغذية الجانب العملي في نفسه من خلال النشاطات وفتح المعامل المدرسية، بعد تهيئتها بالوسائل العلمية اللازمة، لتعزيز روح الإبداع لديه وحضّه على التجريب، كسراً لحاجز الخوف الذي يعتري الطلاب حال دخولهم معامل شبه خاوية، يقوم المعلم بشرح ما يتوافر فيها من مواد وأجهزة نظرياً، دون أن يلمسوها من باب الخوف عليهم من تأثيرات المواد الكيميائية أو الخوف على الأجهزة منهم! وفي هذا الباب، من المهم إعادة إجابة أحد الفلاسفة حين سئل قديماً عن الأشياء التي ينبغي تعليم الصبيان إيّاها؟ فأجاب بأريحية معلم: الأشياء التي إذا صاروا رجالاً استعملوها! وهذا بالطبع هو الهدف المهم. إن تهيئة الطالب للحياة يجب أن ترافقه بشكل عملي منذ أول يوم دراسي؛ ولا يجب تأجيل ذلك طيلة12عاماً ودفعها في لحظة واحدة في اختبار القدرات؛ الذي قد يشكل اختباراً حقيقياً للطالب – لقياس مهاراته وقدراته- بافتراض إعمال تفكيره وعصر جهده إنما في عمليةٍ ذهنية لم يتعوّد عليها في مشواره التعليمي! فلا يستطيع التعامل معها بالشكل الصحيح لكونه قضى عمره الدراسي أسيراً لثقافة تلقينية باردة! ولذا تأتي النتائج في الغالب مخيبة للآمال والتطلعات! ولا يلام الطالب!