تعرض في ساعات مبكرة من يوم أمس الخميس الأنبوب الذي ينقل الغاز المصري إلى إسرائيل والأردن لهجوم جديد، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني لم يستطع أن يؤكد ما إذا كان هناك ضحايا. وقال المصدر إن رجالا مسلحين شوهدوا في المكان، وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد على ارتفاعات كبيرة، واتجهت سيارات الإطفاء والإسعاف إلى مكان تفجير خط الغاز، فيما انتقلت قوات كبيرة من الشرطة والجيش والقيادات الأمنية في سيناء إلى الموقع، في حين تجري السلطات تحقيقات أولية لمعرفة ظروف وملابسات عملية التفجير. . وفي وقت لاحق أعلنت أجهزة الأمن المصرية أن الانفجار وقع على بعد 60 كلم من مدينة العريش، شمال شبه صحراء سيناء. ورغم الحراسة المشددة من قبل الجيش والشرطة ووضع أجهزة إنذار مبكر على محطات الغاز التي دمرت من قبل، تعرض هذا الأنبوب لستة هجمات منذ فبراير/شباط الماضي، ما أدى إلى وقف ضخ الغاز إلى إسرائيل والأردن. كما أحبطت عدة هجمات أيضا في الأشهر الماضية. وأدى توقف ضخ الغاز الطبيعي من مصر بعد تفجير خط أنابيب في غمرة الثورة المصرية لارتباك مرفق الطاقة وتوليد الكهرباء في إسرائيل، وهو مرفق استراتيجي، ولم تصدق توقعات المسؤولين الإسرائيليين باستئناف تزويدها بالغاز رغم إصلاح العطب مما فسح المجال لدعوات توفير مصادر بديلة. ونقلت الإذاعة العبرية العامة عن مصدر حكومي اليوم بأن إسرائيل بعثت برسائل في الأيام الأخيرة لقيادة مصر دعت فيها لاحترام التزاماتها واستئناف ضخ الغاز لها، بيد أنها لم تتلق أي إشارة بقرب استئناف ضخه، رغم إعلان الشركة المصرية (إي إم جي) عن قرب ذلك. وتحت ضغط هذه التفجيرات قررت وزارة البنى التحتية في إسرائيل اليوم التحول للسولار والمازوت كطاقة بديلة للغاز في إنتاج الكهرباء، ووقف الاعتماد على غاز تستخرجه من قاع البحر قبالة شاطئ عسقلان، رغم أن الاعتماد على المازوت في توليد الكهرباء مكلف جدا للخزينة الإسرائيلية، حيث يتوقع أن يؤدي لرفع أسعاره بعدما كان الغاز المصري يساهم في توفير 40%. من جانبه قال وزير البنى التحتية عوزي لانداو إن وقف الغاز المصري يهدد أمن الطاقة في إسرائيل، ودعا للإسراع في توفير بدائل أخرى حتى لو كانت ملوثة للبيئة كالفحم الحجري، والاستعجال لإنجاز بناء مركز لضخ غاز من بئر قبالة شاطئ حيفا يبدأ العمل وفق الخطة في 2014. وجاء في الملحق المالي لصحيفة يديعوت أحرونوت اليوم، أن ولدي الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك (جمال وعلاء) قد حازا على ثلاثمائة مليون دولار من إسرائيل عمولة على “دورهما” في إتمام صفقة الغاز عام 2005. وتأتي هذه التفجيرات في ظل معارضة قوية في مصر لتصدير الغاز المصري لإسرائيل. ويقول المعارضون إن مصر صدرت الغاز لإسرائيل بأقل من سعر السوق، وهو سعر ثابت في عقد يستمر سنوات طويلة. إسرائيل | الأردن | مصر