قالت مصادر محلية إن تنظيم القاعدة في اليمن استولى على قلعة العامرية الأثرية وملحقاتها في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، وأعلن عن تأسيس إمارة جديدة في المنطقة التي كانت عاصمة الدولة الطاهرية . وأضافت المصادر ل”الشرق ” أن القيادي في تنظيم القاعدة الشيخ طارق الذهب وصل إلى المنطقة برفقة مجاميع كبيرة من المسلحين التابعين له واستولى على القلعة والمباني الأثرية التابعة، وأعلن عن تأسيس إمارة وشرع في إلقاء خطب ومواعظ دينية تروج لفكر القاعدة ومعتقداتها الدينية . وقال محافظ محافظة البيضاء إن نحو 500 من عناصر القاعدة هاجموا أمس مدينة رداع وسيطروا على مدرسة العامرية والقلعة وأعلنوها إمارة . وأضاف في تصريح ل”الشرق ” أن مسلحي القاعدة الذين تم استقدامهم من أكثر من محافظة لديهم أسلحة متطورة ورفضوا كل الوساطات التي قدمت من السلطة المحلية لإخلاء المدينة من مسلحيهم . وأكد العامري أن لجنة عسكرية وصلت من صنعاء للإعداد لحملة عسكرية لمواجهة هذا الهجوم الإرهابي وطرد عناصر القاعدة من رداع وأن العمل العسكري هو الحل الوحيد للتعامل مع غرور القاعدة حسب المحافظ العامري . و طارق الذهب هو صهر أنور العولقي القيادي في القاعدة بجزيرة العرب والذي قتلته طائرة أمريكية في محافظة الجوف في شهر سبتمبر الماضي ثم قتلت نجله في ضربة جوية أخرى. وقالت المصادر إن الذهب الذي جاء من محافظة أبين الجنوبية التي يسيطر تنظيم القاعدة على معظم أجزائها شارك هناك في معارك عنيفة ضد الجيش اليمني كان آخرها الشهر الماضي حيث قتل عشرون من اتباعه في زنجبار . وتحدثت المصادر عن أن طارق الذهب بدأ منذ وقت مبكر من العام الماضي باستجلاب خلايا تنظيم القاعدة إلى منطقة قيفة في برداع والتي ينتمي إليها، وقام بتجنيد عدد كبير من الشباب وأقام معسكر للتدريب على المهمات القتالية وتجهيز المتفجرات، مبدية تخوفها من هجوم مباغت يقوم به مسلحو التنظيم بقيادة الذهب على معسكر الحرس الجمهوري برداع، والذي يحوي كميات كبيرة من العتاد العسكري والسلاح قد تمكن أعضاء التنظيم من بسط نفوذهم في أماكن أخرى. واعتقلت المخابرات السورية العام الفائت شقيق الذهب أثناء تواجده في سوريا وسلمته للسلطات اليمنية التي تصنفه على اأنه ممن ذهبوا إلى العراق للجهاد. ويعد طارق الذهب أحد مشائخ البيضاء الكبار ويملك قاعدة شعبية واسعة كشخصية اجتماعية ذات نفوذ واسع في المنطقة ويحظى باحترام اتباعه وأهالي منطقته. ورفض المسؤولون الذين اتصلت بهم “الشرق” الحديث أو مجرد الإشارة إلى طارق الذهب أو إلى إعلانه قيام الإمارة (باستثناء محافظ البيضاء) الأمر الذي أرجعته المصادر في المنطقة إلى الخوف من ردة فعل من قبيلته واتباعه. ويتخوف أبناء المنطقة كما تحدث أحد المشائخ ل”الشرق ” من أي هجوم أمريكي على المنطقة مما قد يعرض المدينة المكتظة بالسكان إلى ويلات شهدتها مناطق محافظة أبين التي تعرضت لضربات جوية من سلاح الجو الأمريكي راح ضحيتها عشرات المدنيين. وقال شهود عيان استمعوا لخطب طارق الذهب إنه دعا الجميع إلى منع دخول من سماهم الكفرة والمشركين ( سياح أجانب يقصدون الأماكن التاريخية ) من تدنيس الأماكن المقدسة في إشارة إلى المساجد والمدارس الدينية في القلعة. وكانت مملكة هولندا تبرعت بدعم تكاليف إعادة ترميم القلعة وبدأت عملية الترميم عام 1983 . وتقع مدينة رداع على بعد 150 كيلومتراً جنوب شرق صنعاء وعلى بعد خمسين كيلومتراً من محافظة ذمار التي تعد الرابط الرئيس بين صنعاء العاصمة وست محافظات يمنية. وتتصل محافظة البيضاء التي تقع رداع ضمن إطارها الجغرافي بمحافظات معروفة بتواجد تنظيم القاعدة فيها كمحافظات مأرب وأبين وشبوة .