اتسعت دائرة الخلاف بين قيادات حركة حماس في الداخل والخارج نتيجة انقسام مواقفهم تجاه حلفائهم الاستراتيجيين في المنطقة. ويرى فريقٌ في حماس أن قطر حليف استراتيجي يقود الحركة إلى الانفتاح على العالم، فيما يعتبر فريقٌ ثانٍ أن حزب الله والنظام السوري وإيران حلفاء يدعمون المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل. وظهر الخلاف إلى العلن عقب إعلان حماس رسمياً دعمها للثورة السورية وفقاً لتصريحات القيادي فيها الدكتور أحمد يوسف، ل»الشرق»، الذي اعتبر أن موقف حركته من الثورة مرتبط بمبادئها، معلناً اختلاف حسابات الإيرانيين وحزب الله عن حسابات حركته، ومشيراً إلى تراجع الدعم المالي الذي تتلقاه حماس من إيران. وبرز الجدل أكثر عقب دعوة حماس، في بيانٍ رسمي حصلت «الشرق» على نسخة منه، حزب الله إلى سحب جنوده من سوريا وتوجيه سلاحه نحو إسرائيل، الأمر الذي دفع القيادي في الحركة الدكتور محمود الزهار، إلى نفي علم حماس في الداخل بالبيان، وفقاً لتصريحٍ له نشره على صفحته على موقع «فيسبوك» وتناقلته مواقع لبنانية مقرَّبة من حزب الله. ويرى الفريق الحمساوي المؤيد لقطر، الذي يقوده رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، أن من حق السوريين نيل الحرية، وأن ثورتهم جاءت في سياق ثورات الشعوب العربية، ولا يرى هذا الفريق أن فقدان حلفاء كإيران وسوريا وحزب الله سيُنهي مسيرة المقاومة ضد إسرائيل. في المقابل، يجدد القطب الثاني في حماس، الذي يقوده الزهار، تأكيده على ضرورة تطوير العلاقات مع إيران وحلفائها حزب الله ونظام بشار الأسد دون أي تدخلات من أي جانب، وسط تشديدٍ منه على أن الشعب الفلسطيني يحتاج للتعامل مع كل الحكومات العربية والإسلامية لأن مصلحة القضية تقتضي ذلك. من جانبه، كشف مدير مركز الدراسات الفلسطينية في القاهرة إبراهيم الديراوي، ل«الشرق»، عن أن خالد مشعل سيقوم بجولة في عددٍ من العواصم العربية والإسلامية لبحث تقديم الدعم للقضية الفلسطينية، في الوقت الذي اتفق فيه مصدر فلسطيني مقرَّب من حماس ومقيم في القاهرة مع الديراوي بشأن وجود جولة لمشعل، ولكنه اختلف معه بشأن الأسباب الحقيقية لها. وقال المصدر الفلسطيني ل«الشرق» إن خلافاً حاداً وقع بين قيادات حماس خلال اجتماع مكتبها السياسي في القاهرة الأسبوع الماضي على خلفية تناقض الموقف بشأن سوريا وإيران وقطر، وأكد أن تحركات مشعل عربياً لا علاقة لها بالتضامن مع القضية الفلسطينية بقدر بحثه عن مُصلِح عربي لجمع شمل حركته. وأوضح المصدر أن مشعل لا يرغب في أن تكون قطر ذلك المُصلحِ لوجود تخوُّف لديه بعد أن تناولت تقارير إعلامية قُرب تنحي أميرها الشيخ حمد بن خليفة، عن منصبه لصالح نجله الشيخ تميم بن حمد. وفي إطار جولات المكتب السياسي لحماس، أفاد مصدر سيادي مصري بأن القيادي الحمساوي الدكتور موسى أبو مرزوق، سافر سراً إلى بيروت تحت حراسة أمنية مشدَّدة من قِبَل المخابرات العامة المصرية على رأس وفد من حركته في مهمةٍ سرية لم يحدد تفاصيلها.