وجدت في هذه الأيام كثيراً من الأمور التي تحولت من غريبة إلى مألوفة، ربما بسبب كثرتها أو لأن الكثير من الناس أصبحوا يتبعون التقليد الأعمى، أو لأنهم يظنون أن مثل هذه الأفعال سوف تُترجم على أنها حرية. هناك كثير من المفاهيم الخاطئة التي استولت على البعض وجعلتهم يظنون أنها حرية، وقد يقول عنها البعض «حرية شخصية» ولكن في الحقيقة، هذه الأمور سلبتهم حريتهم. أصبح بعض الناس في مجتمعي يقترفون الأخطاء ويجاهرون بها، ليدرجوها تحت مسمى» فلّة» كما يُقال. تناست أمة محمد قول محمد (صلى الله عليه وسلم):(كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ)، وتناسوا أن من الخطأ الاستمرار بالخطأ. ليس هذا هو الأمر الوحيد، بل أصبح من السهل أن يتخلى الشخص عن قِيمه و أخلاقه أيضا تحت مُسمّى الحرية ولكني لا أجد الحرية في أن تفقد قيمك و أخلاقك، فأين هي الحرية التي ستعيش بها إن كنت فقدت المعنى الحقيقي لحريتك؟. مسألة التقليد الأعمى ليست جديدة، بل مستمرة منذ الأزل ولكن ما زلت أتساءل، ألا يخطر ببالك يوماً أن تقول: لا لن أفعل هذا حتى وإن كان الجميع يفعلونه، هذا لا يتناسب معي لا يُشعرني بالارتياح ولا يلائم شخصيتي؟. أصبح الناس يقلّدون بعضهم بعضاً في كل شيء ومن دون التساؤل أو التفكير فيما إذا كان سيُلحق بهم الضرر أم لا، «هذه ليست حرية أيضاً». ربما لم يشعروا بالحرية لأنهم يجهلون ماهيتها، وربما لأنهم يفكرون في كلمة «حرية» بطريقة سلبية حتى جعلوها تفقد جمالها ومعناها الحقيقي. الحرية هي أن تعيش حياتك التي تريدها ولا تعيش حياة الآخرين تحت مسمى «التقليد»، هي أن تعيش حياتك بأخلاقك وقيمك ولا تسمح لأي شخص أن يؤثر عليك وعلى حياتك بتفكيره السّقيم لأنك وبكل بساطة شخص حر، هي أن تعيش بالطريقة التي تريدها دون تغير طريقة تفكيرك حتى وإن كان الجميع يختلفون عنك ويسلكون الطريق الخاطئ فهذا لا يعني أن تسلُكه أيضاً وتُلقي بنفسك إلى التهلكة، هي أن تُمضي حياتك لتحقق طموحك وأحلامك وليس طموح الآخرين وأحلامهم، وكما يُقال:»الحرية ليست حجاباً يُرمى ولا ديناً يُشتم ولا أخلاقاً تُخلع، هي رُقيّ فكر واحترام عقل وبناء مستقبل نظيف وعقيدة تتمسك وتعتز بها».