يصاب 10 % من الرجال بدوالي الخصية، يعاني الثلث منهم بالعقم أو صغر حجم الخصية أو الألم عند الوقوف لفترات طويلة، والثلثان منهم لا يعانون من العقم، ولا يعلمون بوجود الدوالي إلا عن طريق الصدفة كأثناء الفحص الطبي، ولم يعرف علمياً حتى الآن لماذا تؤثر الدوالي سلبياً على بعض الرجال بينما يتمتع البعض الآخر بخصوبة عالية بالرغم من إصابته. ودوالي الخصية عبارة عن تمدد واتساع في الأوردة الصارفة للدم من الخصية مما يؤدي إلى ارتجاع الدم في اتجاه عكسي ورفعه درجة حرارة الخصية. وهناك عدة نظريات توضح مدى تأثير الدوالي على خصوبة الرجال، أكثرها قبولاً هو ارتجاع الدم ورفع حرارة الخصية ومن المعروف أن وجود الخصيتين بالكيس يوفر لهما درجة الحرارة المثلى الأقل من حرارة الجسم لصنع الحيوان المنوي. كما تؤدي الدوالي إلى نقص عدد الحيوانات المنوية وضعف حركتها وانخفاض قدرتها على تلقيح البويضة وقد تؤدي الدوالي أيضاً إلى صغر حجم الخصية واختلال عملية صنع الحيوانات المنوية، وما زال الفحص الإكلينكي هو أهم وسائل تشخيص دوالي الخصية وعلى أساس هذا الفحص تقسم الدوالي إلى صغيرة ومتوسطة وكبيرة وتؤثر كلها سلبياً على خصوبة الرجال. إن علاج الدوالي في الماضي كان يتم بربطها عن طريق كيس الخصية ولكن عاب هذه الوسيلة حدوث ضمور للخصية في بعض الأحوال وتشعب الأوردة مما أدّى إلى عدم القدرة على ربطها كلها ورجوع الدوالي، والأسلوب الشائع الآن هو ربط الدوالي في أسفل البطن في القناة الأربية أو خلف غشاء البريتون أو عن طريق المنظار وهذه جراحات بسيطة تجرى الآن بدون الحاجة لبيات المريض في المستشفى، وسبب سهولة هذا الأسلوب أن الأوردة في هذا المكان تتجمع إلى عدد يتراوح بين 2 إلى 6 أوردة فقط بعد أن كانت متشعبة في الكيس أما عن كيفية تصريف الدم من الخصية بعد ربط الدوالي فيكون عن طريق نظامين آخرين للأوردة متصلين بالكيس والخصية. وآخر التطورات في جراحة الدوالي هو استعمال الميكروسكوب أو وسائل التكبير أو المنظار الجراحي لربط الأوردة وذلك للتمكن من ربط كل الأوردة حتى الصغيرة جداً منها مع الحفاظ على شريان الخصية الملاصق لها والحفاظ على القنوات الليمفاوية الدقيقة لتفادي تكون قيلة مائية حول الخصية، وتؤدي الجراحة إلى منع ارتجاع الدم إلى الخصية وعدم رجوع الدوالي في 95% من الحالات، أما بالنسبة للخصوبة فيحدث تحسن في تحليل المني في 60 % إلى 70 % من الحالات وتكون نسبة الحمل من 40 % إلى 50% خلال السنة الأولى بعد العملية وتعتبر نسبة مرتفعة مقارنة بالوسائل الأخرى المتبعة في علاج عقم الرجال.