الاقتراب من حفريات تحت المسجد الأقصى يعني باختصار «الموت»، فالعاملون فيها إسرائيليون يُجيدون فن الحفر والقتل، تحيطهم قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي لتأمين حمايتهم أثناء الحفر. «الشرق» اقتربت من الموت ولكن بحذر، وحصلت على صور فوتوغرافية لأنفاق يجري حفرها تحت الأقصى بالقرب من حي سلوان في القدس. وكشفت «الشرق» خلال حديثها بشكل خاص مع جواد صيام مدير مركز معلومات وادي الحلوة في القدس، النقاب عن بدء السُّلطات الإسرائيلية التجهيز لحفر نفق جديد في منطقة القدس الأقدم بحي سلوان، المعروفة بشارع «الكادور»، وصولاً إلى باب العمود، وتنفيذ مشاريع حفريات جديدة في شارع الوادي الملاصق لباب العمود حتى حائط البراق. ستارٌ للتغطية على المشروع وتتخذ سلطة الآثار الإسرائيلية من أعمال الحفر والتوسيع القائمة حالياً في ساحة باب المغاربة على بُعد خطوات من أسوار المسجد الأقصى لإقامة «مبنى كيدم»، الذي سيتألف من سبعة طوابق بمساحة ثلاثة آلاف متر مربع، ستاراً للتغطية على مشروع بناء النفق الجديد في باب العمود. واعتبر صيام أن ما يجري في المغاربة وباب العمود بداية المرحلة الفعلية لتهويد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، لاسيما وأن خمسة أنفاق تتمركز في ذات المنطقة الملاصقة للقصور الأموية التي يسمُّونها الإسرائيليون مقهرة الهيكل، وهي التي تخضع لسيطرتهم، مبيناً أن ذلك يعني بداية السيطرة على المدخل الجنوبي لأحياء القدس. وأوضح أن حوالي 50% من المقدسيين يعيشون في سلوان وباتوا مهدَّدين بالفصل بشكل نهائي عن البلدة القديمة عقب الانتهاء من السيطرة الكاملة على باب المغاربة. وأشار إلى أن الهدف الأساس لمخططات إسرائيل السيطرة على أكبر عدد من مداخل المسجد الأقصى لتسهيل عملية التهويد. نفق آخر نحو حائط البراق وبيَّن صيام أن المشروع الإسرائيلي في سلوان مرتبط بما يجري في باب المغاربة، لاسيما وأن الخمسة أنفاق تلتقي في نقطة معينة وتسير باتجاه نفق آخر نحو حائط البراق. واعتبر أن توفير السلطة الفلسطينية الدعم القانوني وتكاليفه سيمكِّنهم من مواجهة القانون الإسرائيلي العنصري وتعطيل هذه المشاريع لعدة سنوات. ودعا صيام السلطة لاستغلال نفوذها في اليونسكو لوقف البناء في باب المغاربة، لأنه ووفقاً لقانون الاحتلال واليونسكو فهو بناء غير قانوني، مؤكداً على ضرورة استخدام لقب دولة مراقب في الأممالمتحدة لردع إسرائيل عن ممارساتها. وبدوره، قال مفتي القدس الشيخ محمد حسين، ل «الشرق»: إن على العرب التحرك تجاه ما تقوم به إسرائيل، نافياً تلقِّي السلطة أي دعم مالي يمكن أن يعزِّز صمود المقدسيين مما أعلن عنه مؤخراً خلال اجتماع القمة العربية. وطالب حسين بضرورة التدخل العربي والدولي السريع لإنقاذ القدس قبل فوات الأوان. سرقة وتزوير التاريخ ومن جانبها، حذَّرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من خطورة الحفريات الإسرائيلية تحت الأقصى، مؤكدة في بيان تلقت «الشرق» نسخة منه أن حفريات في الحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة تأتي في سياق السعي الدائم لسرقة وتزوير التاريخ المقدسي العريق، وتهويد معالم القدس العربية، وصبغها بطابع يهودي بعيد عن عروبتها. (الشرق – خاص)