اتفق محللان اقتصاديان على أن عدم وجود آليات للتعامل مع سوق المال في الأزمات والظروف الطارئة، فاقمت خسائره أمس بفقد أكثر من ثلاثمائة نقطة دفعة واحدة، ووصلت بأسعار أسهم بعض الشركات إلى الحد الأدنى. وعزا المحلل الاقتصادي «فضل البوعينين» خسائر السوق إلى عوامل نفسية أكثر منها اقتصادية. وقال: «هذه العوامل أفقدت المتداولين الثقة في السوق ومستقبل الاستثمار فيه»، مؤكداً أن: «خسائر أمس التي بلغت 4.3 % محت المكاسب التي حققها خلال شهر كامل»، مبيناً أن «القائمين على السوق مطالبون اليوم بإيجاد استراتيجية تحميه من التقلبات والمفاجآت الطارئة وتعزز استقراره». وقال البوعينين ل «الشرق»: «إن سوق المال في أي بلد، هو انعكاس لحالة الاستقرار الأمني والاقتصادي، وعندما يتعرض السوق لخسائر فادحة، فهذا معناه أن هناك خللاً ما»، مشيراً إلى أن إدارة السوق ساهمت بجزء في تلك الخسائر، عندما لم ترسخ الآلية المُحكمة التي تحمي السوق من أي ظروف أو تقلبات طارئة». وأضاف: «كان يفترض على وزارة المالية أن يكون لها دور في مثل هذه الظروف، باستثمار أموال صناديق الدولة في شراء الأسهم في حالات تراجع السوق، ليس للتعويض، وإنما لحفظ توازن السوق»، مبيناً أن أسواق المال في العالم تمتلك ما يسمى «صانع السوق» الذي يتولى شراء الأسهم عندما تتراجع، بينما السوق السعودي يفتقد هذا الصانع حتى الآن. وتابع البوعينين: «الظروف التي أحاطت بالسوق أثناء إغلاقه في آخر يوم تداول في الأسبوع الماضي (الأربعاء الماضي)، هي نفسها الظروف التي أحاطت به أمس عندما خسر 4.3 % من قيمته، مما يجعلنا نتساءل عن أسباب خسارة أمس»، مضيفاً: «خلال الفترة بين الإغلاق والافتتاح، تسرب القلق إلى نفوس المتداولين، بفعل تصريحات وشائعات انتشرت هنا وهناك»، مبيناً أن «خطورة خسائر سوق المال أمس، ليس في الخسارة المالية، ولكن في الانطباع الذي تتركه وترسِّخه في أذهان البعض بأن الشائعات باتت حقيقة، ويصدِّقها من كان يكذبها سابقاً». من جانبه، استبعد المحلل الاقتصادي سالم باعجاجة تكرار تراجع السوق في تداولات اليوم، وقال: «في الساعة الأخيرة من تداولات أمس، استرد السوق بعض خسائره، مما يشير إلى أن ما حدث أمس، صعب أن يتكرر اليوم، وأتوقع أن يسترد السوق بعض خسائره في تداولات اليوم».