بعد خبر الكشف عن خلية التجسس الأولى، وبيان وزارة الداخلية الإلحاقي الذي ورد فيه الكشف عن خلية أخرى، وبما أني (غير ضليع في السياسة)، وهي جملة اعتاد غالبية الشعب استعمالها، ويغلب في ظنّي عدم صلاحيتها، فكلّ حياتِنا سياسة! بعد الخبرين أعلاه: أجدني أهتمّ أكثر بردّ فعل الشارع السعودي تجاه ما يحدث في العالم من أحداث، وبالتحديد أخبار خلايا التجسس، والهجمات المُعدَّة ضدّ المملكة. كتبتُ قبل قرابة الشهر: «ماذا لو تجسّس أحدهم على عائلتك؟!»، حاولتُ فيه ربط صورة استشعار الفرد الخطر على نفسه والنتيجة المحتّمة بجزعه، وأتصوّر أن التجسس على «وطن» لابدّ أن يلقى نفس الأهمّية إن لم يفُقها مقابل حالة الفرد. هذه الأحداث والمواقف يمكن أن تُقرأ من عدّة زوايا: ردّة فعل الشارع السعودي من خلال متابعتي واهتمامي بالشأن المحلّي، وتصوّري، كانت هادئة ولم تُستفزّ؛ لسببين: -1 كفاءة الأجهزة الأمنية منذ عمليات الإرهاب، وكشف الخلايا النائمة، والضربات الاستباقية، فهو أمر ليس بالجديد. -2 ثقة الشعب في الحكومة وأجهزتها الأمنيّة، وهذه النقطة لا تحتاج إلى إثبات ولا إلى دليل. كل هذا يؤكّد بدليل واضح وجليّ قوّة الحكومة السعودية، وعميق ولاء الشعب وانتمائه للحكومة، ويقف كحجّة صارخة وقوية أمام من يشكك في القدرات، وليُصاب كل من يسعى في محاولة لاستثارة ضعاف النفوس والتغرير بهم بالإحباط، وفقدان الأمل في كل الاتجاهات. ** شهادة الشيخ يوسف القرضاوي الأخيرة -مع أن الدولة في غنى عنها- تحتاج لتأمّل أيضاً: ليعِش الشعب السعودي هانئاً، آمناً، مطمئناً، طالما يحكمه قادة بهذا المستوى من الفطنة، والحكمة، وبُعد النظر، ويرجع لعلماء كبار كانوا -وما زالوا- متأنّين، ذوي رأي سديد، وعلم، وهدي رشيد.