علمت «الحياة» أن تهمة التجسس «ثابتة» على أفراد عناصر الخلية التي أعلن عن ضبطها الثلثاء الماضي، وأن الأجهزة الأمنية وثّقت معظم لقاءات عناصرها ب«الصوت والصورة». (للمزيد) وقال مصدر مطلع إن الخلية التجسسية التي كشفت عنها السلطات الأمنية أول من أمس، بالتعاون مع رئاسة الاستخبارات السعودية والمكونة من 16 سعودياً وإيراني ولبناني وتعمل في أربع مناطق في المملكة لصالح إيران، بدأت عملها في المملكة «منذ فترة ليست بالطويلة». وذكرت أن الخلية اعتمدت في نقل معلوماتها التي تجمعها عن المواقع العسكرية والاقتصادية والصحية على الوسائل التقنية (البريد الإلكتروني). وأضاف «أن عناصر الخلية يستجوبون حالياً قبل أن يمثلوا أمام القضاء الشرعي مع الأدلة والقرائن التي دعت إلى ضبطهم والإعلان عن ذلك». ولم يؤكد المصدر جنسية قائد الخلية التجسسية، لكنه لم يستبعد أن يكون قائدها والمحرك لأعمالها «غير سعودي». في السياق ذاته، رجّح محللون وخبراء أن تكون «خلية التجسس» امتداداً لخلايا أخرى ضبطت في دول خليجية مجاورة خلال الفترة الماضية، واتهم بعضهم طهران بالوقوف وراء «خلية ال18» التي قبض عليها أخيراً. وشنّ عضو مجلس الشورى الدكتور زهير الحارثي هجوماً على السياسة الإيرانية الخارجية، متهماً إياها بالوقوف خلف خلية التجسس التي أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن ضبطها الثلثاء الماضي، مطالباً برد ديبلوماسي في حال ثبوت وقوف طهران وراء الخلية. وأشار الحارثي إلى «رسائل» وجهت من الطرفين الإيراني والسعودي لبعضهما، إذ كانت رسالة طهران أنها تستطيع تهديد أمن دول الخليج واستقرارها، في حين كان إعلان ضبط خلية التجسس رسالة سعودية إلى إيران مفادها «طفح الكيل». ومال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور أنور عشقي إلى التحليل ذاته، بقوله في اتصال هاتفي مع «الحياة»: «إنه ليس بالضرورة الإعلان عن ضبط أعمال تجسسية في المنطقة، ولكن في بعض الأحيان يتم الإعلان عنها في حال بلغ السيل الزُبى». وأفاد بأن المعلومات التي تسعى الخلايا التجسسية إليها تتمثل في «أهداف حيوية»، وزاد: «ربما تكون أهدافاً دينية أو أهدافاً خدمية كالماء والكهرباء أو الطاقة كمصافي تكرير النفط». من جهته، رجّح مساعد رئيس الاستخبارات العامة للشؤون الفنية سابقاً اللواء فريج بن سعيد العويضي أن يكون العامل «الآيديولوجي» وراء تورط مواطنين سعوديين في هذه الخلية، بعد التغرير بهم من أطراف خارجية، بذريعة وجود مظالم أو هضم لحقوقهم.