عمان – الشرق فترة التدريب أسبوعان.. وفترة القتال ستة أسابيع. عشرة آلاف دولار لأسرة من يُقتَل في الصراع السوري. عمليات «النصرة» أبرز أسباب عملية التجييش. المتطوعون يُنقَلون إلى معسكرات قرب مدينة سنندج. لم تعد أخبار تشييع قتلى المليشيات العراقية أو الإيرانية المشاركة في القتال الدائر في سوريا أمراً مستغرباً على وسائل الإعلام العراقية التي تدار بمعرفة قيادات هذه المليشيات، والتي انخرطت بدورها في ما يشبه عملاً سياسياً دون إلقاءٍ للسلاح، ويتعلق الأمر بحزب الله العراقي وكتائب المختار التي تتبعه، إضافة إلى عصائب أهل الحق ولواء اليوم الموعود. وتقول مصادر سياسية عراقية مطلعة ل «الشرق» إن أحاديث الصحف ووسائل الإعلام، ومشاهداتهم في العاصمة بغداد وبعض المدن الشيعية، لا تخلو من لافتاتٍ سوداء تبيِّنُ مقتل أحد المتطوعين فيما عُرِفَ بلواء أبي الفضل العباس، لاسيما بعد انتهاء معركة القصير الأخيرة في حمص السورية بمشاركة ما يزيد على 60 ألف متطوعٍ عراقي. وتصف المصادر الإعلان عن مقتل ثاني ضابطٍ إيراني من قوات الباسيج، التي تتبع فيلق الحرس الثوري الإيراني الخاضع لسلطة المرشد الأعلى في إيران على خامنئي مباشرةً، ب»أنه دلالة على وصول المقاتلين الإيرانيين إلى سوريا من خلال منافذ حدودية أرضية وجوية عراقية». وكانت مواقع إلكترونية إيرانية تحدثت عن تشييع جثمان ضابط برتبة رائد في قوات الحرس الثوري الإيراني يُدعى محمد حسين عطري، وذلك مقابل مقر الحرس الثوري في مدينة رشت عاصمة جيلان، ولَقِيَ عطري مصرعه في سوريا، وذكر موقع «8 دي» السبت الماضي أن عطري أحد المدافعين عن قبر السيدة زينب في دمشق، وأنه استُشهِدَ على يد القوات الإسرائيلية. وتؤكد المصادر العراقية ل «الشرق» أن التصريحات الرسمية تتضارب فيما بينها حول الفصل بين مواقف عراقية حكومية والسماح لمليشيات عراقية بإرسال مقاتلين إلى سوريا بقيادةٍ إيرانية. وعن مرحلة التدريب، تقول المصادر إن المتطوعين يُنقَلون إلى معسكرات قرب مدينة سنندج الإيرانية الكردية، التي كانت تعرف ب «الخفاجية» أيام الحرب العراقية – الإيرانية، لتدريبهم على قتال الشوارع لمدة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع، وانتخاب عددٍ منهم للتدريب على أعمال القنص والقتال الأعزل. ثم يعاد تنظيم المتطوعين للقتال مع قوات الباسيج الإيرانية التي تتضمن متطوعين للقتال في سوريا بقيادة ضباط من الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى قادة السرايا العراقيين واللبنانيين الذين يمثلون قوات حزب الله اللبناني، ويُصار إلى إيوائهم في معسكرات للجيش السوري في مراكزٍ بعيدة عن مواقع القتال بين الجيش النظامي وقوات الجيش السوري الحر. وتشير هذه المصادر إلى أن جانباً من التثقيف والتجييش اليومي للمقاتلين إلى جانب نظام دمشق، يعتمد على توظيف آثام وجرائم جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في نبش القبور، ومنها قبر الصحابي حجر بن عدي، إضافة إلى صور أكل قلب جندي في الجيش السوري بعد وفاته لإثارة حماسة القتال عند المتطوعين من أجل حماية مرقد السيدة زينب، التي تظهر صور لمرقدها وهو يحمل آثار الدمار لقبته الذهبية بعد محاولة قصفها بقذائف الهاون، فضلاً عن صور لأبواب المرقد وهو يحمل آثار الطلقات النارية. يُذكر أن التراث الشيعي القريب يسجل محاولة الرئيس العراقي السابق صدام حسين مهاجمة المتمردين عام 1990 داخل المراقد الشيعية في النجف وكربلاء، إضافة إلى تفجير تنظيم القاعدة المرقد العسكري في سامراء عام 2006، الذي اندلعت معه الحرب الأهلية حتى عام 2010. وتوضح مصادر «الشرق» أن كثرة البطالة في صفوف الشباب العراقيين تجعلهم يوافقون على القتال لمدة شهرين، أسبوعان منهما للتدريب في إيران وستة أخرى للقتال في سوريا مقابل خمسين دولاراً يومياً، مع رصد مكافأة لعائلة القتيل تصل إلى عشرة آلاف دولار أمريكي.