- حلب - وليد عزيزي - شيع أهالي مدينة البصرة جنوب العراق الجمعة جثماني شخصين قتلا أثناء «دفاعهما عن مقام السيدة زينب» قرب دمشق. ووصل جثمانا محمد عبود المالكي (27 عاما) المتحدر من البصرة وحسن علي فرهود (32 عاما) المتحدر من بغداد صباح أمس إلى البصرة، على متن سيارة قادمة من إيران. ولف الجثمانان بعلم العراق خلال مراسم التشييع التي شارك فيها العشرات من أهالي حي الأندلس وسط البصرة، بينهم عائلة المالكي ومسؤولون في مجلس المحافظة وضباط في الجيش والشرطة. ولم يكن تشييع أهالي مدينة البصرة، لجثماني شخصين اثنين قتلا في معارك قرب مرقد السيدة زينب، جنوبدمشق، هو الأول من نوعه خلال الأشهر القليلة الماضية في مدن جنوب العراق، حيث شيعت البصرة أوائل الشهر الحالي جثمان شخص قيل إنه قتل في تلك المعارك، بالإضافة إلى الإعلان عن دفن عراقيين آخرين من محافظات ذي قار وميسان وبغداد لكن دون تشييع رسمي، في اعتراف ضمني بمشاركة مقاتلين عراقيين في المعارك الدائرة بسوريا رغم إنكار الحكومة العراقية وأحزاب شخصيات شيعية لذلك الأمر، فيما يعترف عدد من هؤلاء المقاتلين علنا بأنهم شاركوا في تلك المعارك. وقال أحد الأشخاص العائدين إلى العراق بعد المشاركة في معارك قرب دمشق، رافضا الكشف عن اسمه ل«الشرق الأوسط»: إن «(كتائب سيد الشهداء للدفاع عن مقام السيدة زينب)، التي تشكلت منذ عدة أشهر، وتعتبر امتدادا للواء أبو الفضل العباس المسؤول عن حماية مرقد السيدة زينب، جنوبدمشق، وهذه الكتائب هي تنظيم يضم مسلحين كان أغلبهم من مقاتلي المقاومة الشيعية العراقية إبان الوجود الأميركي في العراق (لواء اليوم الموعود التابع لجيش المهدي وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله في العراق)، وهي المسؤولة عن تنظيم التحاق هؤلاء المقاتلين للدفاع عن المقدسات في سوريا». وأضاف أن «الرحلة تبدأ بتسجيل الراغبين من هؤلاء المقاتلين بالذهاب إلى سوريا، ثم التأكد من ولائهم ليتم بعد ذلك تسيير رحلات للتدريب في معسكرات خاصة تابعة للحرس الثوري وفيلق القدسالإيرانيين، قرب مدينتي طهران وقم، حيث يتم تدريبهم وبمشاركة مقاتلين من إيران ولبنان على كافة الأسلحة وعلى حرب الشوارع ولمدة شهرين»، مضيفا: «بعد تلك التدريبات يعودون إلى العراق لتوديع أهلهم ثم يعودون إلى إيران حيث يتم نقلهم عبر لبنان إلى سوريا للمشاركة في المعارك للدفاع عن مرقد السيدة زينب، جنوبدمشق». وتابع أن «أغلب المقاتلين يحصلون على رواتب وأموال تخصص لهم من بعض المرجعيات الشيعية العراقية والإيرانية، بالإضافة إلى أن المقاتل الواحد يبقى قرب دمشق لمدة شهر ثم يعود في إجازة وهكذا، فيما تنقل جثامين من يقتلون هناك عبر لبنان إلى إيران ومنها في سيارات إلى العراق وصولا إلى النجف حيث مثواهم الأخير، والقليل منهم يتم لف جثمانه بالعلم العراقي ويشهد تشييعا رسميا». وشارك في تشييع الجثمانين أمس العشرات من أهالي المدينة في ثاني ظهور علني واعتراف ضمني بمشاركة عراقيين بالمعارك في سوريا ضد الجيش السوري الحر المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد، بعد أن استقبلت المدينة في السادس من مايو (أيار) الحالي جثمانا آخر لأحد أبنائها.