المدينة المنورة – عبدالرحمن حمودة الخاطفون السوريون ل الشرق: اِدفَعُوا.. والسفارة: حذّرناه هدَّدت العصابة التي اختطفت الداعية السعودي خالد القرشي، في منطقة على الحدود بين لبنان وسوريا، في اتصالٍ هاتفي ب»الشرق» أمس الثلاثاء، بقطع اليد اليمنى للمخطوف كاملةً خلال الأيام القليلة المقبلة في حالة عدم دفع فدية 100 ألف دولار، علماً بأنها قطعت ظهر أمس إصبعين من أصابع اليد نفسها. وقال أحد الخاطفين، رفض ذكر اسمه، إنهم لا يهتمون بمن سيدفع القيمة المطلوبة سواء سفارة المملكة في بيروت أو أهالي المخطوف، فهم يسعون إلى قيمة الفدية دون أي اعتبارات أخرى. وزعم أن الخاطفين لا يهتمون بشخص المخطوف وكونه داعية إسلامياً سعودياً من عدمه، رابطاً بين الإفراج الفوري عنه وتسليم المبلغ المطلوب، وقال خلال الاتصال «نحن في الانتظار، ونتمنى أن يكون المبلغ المطلوب في حوزتنا في أسرع وقت ممكن». من جانبه، بيَّن شقيق المخطوف، ويُدعى عبدالمحسن القرشي، ل»الشرق» أن الأسرة في حالة معاناة منذ ما يزيد على عشرين يوماً بسبب اختطاف خالد، ووصف شقيقه ب»داعية معروف ومعتمد من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وعضو في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المدينةالمنورة»، لافتاً إلى مطالبة أسرته السفارة السعودية في بيروت بدفع قيمة الفدية كقرض حسن على أن تسدِّده الأسرة، المقيمة في المدينةالمنورة، على شكل أقساط ميسَّرة. وأشار عبدالمحسن القرشي إلى تواصله مع وزارة الخارجية في الرياض والتقائه بوكيل الوزارة للشؤون القنصلية أسامة سنوسي، الذي أبلغه أن المسؤول الأول والأخير عن شقيقه هي سفارة خادم الحرمين في لبنان. وأوضح شقيق المخطوف أنه أجرى عديداً من الاتصالات بمسؤول الرعايا في السفارة وليد اليعقوب، الذي طمأنهم ووعد بالعمل على إطلاق سراح شقيقه قريباً، إلا أنه لم يتجاوب بعد ذلك مع الاتصالات كونه في إجازة رسمية حسبما أفاد به مسؤولو السفارة. وتابع «بعد إبلاغي بإجازة اليعقوب تواصلت مع نائبه ويُدعى خالد الخالد، إلا أنه قال إن السفارة لا تتعامل مع العصابات أبداً ولا تلقي بالاً للابتزازت التي تتعرَّض لها»، موضحاً أنه حاول التواصل مع سفير خادم الحرمين في بيروت علي عسيري، هاتفياً، إلا أن سكرتيره ماجد الحربي أفاد بأن «عسيري» لا يتواصل في الفترة الحالية مع أي اتصالات هاتفية. وذكر القرشي أنه، وخلال لقائه بوكيل وزارة الخارجية في الرياض، أجرى سنوسي اتصالاً هاتفياً عاجلاً بالسفير الذي أخبره بأنه ليس للسفارة تواصل مع تلك العصابات المسلحة. وتحدث القرشي عن خلفيات الاختطاف بقوله: «كان أخي خالد متزوجاً من امرأة سورية قبل عشرة أعوام، وبعد قدومها للمملكة واستقرارها عدة أشهر، طلبت العودة لموطنها سوريا برفقة ابنتها، وعند تصاعد وتيرة الأحداث الأخيرة في سوريا، اتصلت طليقة أخي به وطالبته بالسفر إلى سوريا لأخذ ابنته ودفع مبلغ 100 ألف ريال لها كمساعدة مالية، ولكنه رفض هذا المبلغ، ووعدها بمساعدة تقدر بعشرة آلاف ريال فقط». وأكمل القرشي: «عند إصرار أخي على الذهاب لسوريا لإرجاع طفلته، بادر بالسفر لبيروت وذهب فور وصوله للسفارة هناك وطلب مساعدته لإرجاع ابنته من على الحدود السورية اللبنانية، ولعدم توفر المبلغ المقدر بعشرة آلاف ريال طلب المساعدة من موظفي السفارة الذين قاموا بجمع المبلغ». وأفاد بأن خالد القرشي خطف قرب قرية على الحدود حيث استوقفته مجموعة مسلحة مكونة من سبعة أشخاص وقاموا باختطافه». وكشف شقيق المخطوف أن العصابة تُجري اتصالات هاتفية به كل ثلاثة أيام للسؤال عن المبلغ المطلوب. .. ومصدر في السفارة: نصحْنا «القرشي» قبل اختطافه بعدم الذهاب إلى المناطق المضطربة الرياض، عرعر – محمد الغامدي، عبدالله الخدير قال السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري، ل»الشرق»، إن وجود السعوديين في لبنان ليس كالمعتاد، «ولكنْ هناك أناس مع أولادهم يختبرون وآخرون سيسافرون قريباً»، حسب تأكيده. وأوضح العسيري «لم نرَ أحداً في السفارة أو نلحظ حضور سياح سعوديين يأتون إلى بيروت، أما من يأتي ولا يتصل بالسفارة فلا علم لنا به»، ووصف الحركة السياحية في بيروت ب»الخفيفة في ظل الأوضاع الراهنة»، وتابع «في العادة نرى الحركة في السفارة بأعداد كبيرة، ولكن هذه الأيام لم يأتِنا أحد، وهذا منطقي». أما عن اختطاف سعودي في منطقة عرسال، بيَّن السفير أنه لم يجدُّ جديد في موضوعه، وشدد على أن هناك تواصلاً مستمراً مع الحكومة اللبنانية والجهات المعنية لمتابعة أي تطورٍ في القضية، لافتاً إلى قرب هيئة الإغاثة الإسلامية التي توزع المساعدات الإغاثية في المنطقة من الموقع الذي تم فيه الاختطاف. وفي السياق ذاته، أكد مصدر في السفارة ل»الشرق»، صحة واقعة اختطاف المواطن السعودي خالد فاروق القرشي، مشيراً إلى صدور تصريح من السفير السعودي بهذا الخصوص أوضح فيه أن المواطن القرشي كان ينوي استرجاع ابنته من زوجته السورية التي يوجد بينه وبين عائلتها خلاف، وأن السفارة نصحته بعدم الذهاب. وأضاف المصدر أنه لا صحة لما ذُكِرَ من أنه تم اختطاف القرشي من أمام السفارة، وإنما تم اختطافه من منطقة حدودية مضطربة وخطرة رغم تحذيرات السفارة له بعدم التوجه. من جهته، أفاد المستشار الإعلامي لوزير الداخلية اللبناني ميشيل كرم، بأن الوزارة أُبلِغَت باختطاف المواطن القرشي، وأنها بتوجيهات ومتابعة مباشرة من وزير الداخلية مروان شربل، اتخذت جميع الإجراءات اللازمة والتدابير الأمنية لاستعادة القرشي في أسرع وقت ممكن.