انتهت المعركة العسكرية في مدينة القصير، لكنّها ما لبث أن بدأت في لبنان. حيث نظم ناشطون تظاهرتين للتنديد بمشاركة حزب الله في معارك سوريا. الأولى كانت في ساحة الشهداء دعا إليها الناشط السياسي صالح المشنوق. أمّا الثانية، فدعا إليها رئيس حزب «الانتماء اللبناني» أحمد الأسعد، المناوئ ل حزب الله، للتظاهر أمام السفارة الإيرانية في بيروت احتجاجا على تدخل حزب الله في سوريا، قاصداً «إيصال رسالة قوية اللهجة إلى الأصيل الإيراني وليس الوكيل المتمثّل بحزب الله»، بحسب ما نقل مقرّبون من الأسعد. ولم تُفلح حملات التهويل التي انطلقت عبر صفحات الفيسبوك للتحذير من المشاركة في التظاهرة. وتصاعدت الأمور بشكل دراماتيكي، فوقع اشتباك بين المتظاهرين وآخرين مؤيدين لحزب الله. أسفر الاشتباك عن سقوط عدد من الجرحى قدّروا ب أحد عشر مصاباً، جميعهم ينتمون إلى «تيار الانتماء اللبناني». واستخدم أحدهم السلاح الحربي مطلقاً النار على المتظاهرين الأمر الذي أدى إلى إصابة شخصين، لم يلبث أحدهما أن توفي في مستشفى بيروت الحكومي متأثراً بجراحه. إزاء ذلك، أعلن رئيس حزب الانتماء اللبناني أحمد الأسعد مقتل رئيس الهيئة الطلابية في التيار هاشم سلمان في إطلاق النار أمام السفارة الإيرانية. وقال الأسعد ل «الشرق»: إنّ ما جرى يُعبّر عن جوهر حزب الله القائم على سياسة الإلغاء وتهميش الآخر، مؤكداً أن تيار الانتماء لن يتنازل عن حقّه في ملاحقة المعتدين قضائياً لأن الدم الذي سقط ليس رخيصاً. بدورها أصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه بياناً يشرح ملابسات ما حصل، ذكر أنّه «أثناء وصول موكب تابع لجهة سياسية إلى منطقة بئر حسن، للاعتصام أمام السفارة الإيرانية احتجاجاً على الأحداث الجارية في سوريا، حصل إشكال بين عناصر الموكب وبعض المواطنين، تخلله إقدام أحد الأشخاص على إطلاق النار من مسدس حربي ما أدّى إلى إصابة مواطن بجروح خطرة ما لبث أن فارق الحياة، على إثر ذلك تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة وعملت على تفريق المحتشدين وإعادة الوضع إلى طبيعته. فيما تستمر ملاحقة مطلق النار لتوقيفه وتسليمه إلى القضاء المختص».