عاد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة إلى بلاده من رحلة إلى شمال إفريقيا بعد أيام من الاضطرابات المناهضة لحكومته، وقال أمام حشود من أنصاره يحملون الأعلام في مطار إسطنبول «هذه الاحتجاجات يجب أن تتوقف فوراً». وخاطب أمام الآلاف من أنصاره انتظروه طوال ساعات في مطار إسطنبول في أول احتشاد مؤيد له منذ بدء المظاهرات المناهضة لحكومته قبل أسبوع «لا يستطيع أحد وقف صعود تركيا سوى الله وحده». وفي ميدان تقسيم في إسطنبول مركز الاحتجاجات الذي يعتصم به الآلاف على مدار الساعة، ردد بعض المحتجين «طيب.. استقل» وهم يتابعون البث الحي لكلمته. وفي متنزه كوجلو في أنقرة، ردد الآلاف شعارات مناهضة للحكومة بينما كان محتجون يرقصون ويغنون النشيد الوطني. وعبَّرت حكومات غربية منها الولاياتالمتحدة التي ترى تركيا عضواً مهماً في حلف شمال الأطلسي في منطقة الشرق الأوسط لها حدود مع كل من إيران والعراق وسوريا عن قلقها من أساليب العنف التي استخدمتها الشرطة. وكانت واشنطن رأت في تركيا تحت قيادة اردوغان نموذجاً للديمقراطية الإسلامية يمكن أن يُطبَّق في دول أخرى في المنطقة مثل مصر. وتحدث أردوغان إلى انصاره لدى عودته إلى مطار أسطنبول في وقت مبكر اليوم الجمعة من حافلة ذات سطح مفتوح ووقفت إلى جواره زوجته وأقرَّ بأن الشرطة التركية ربما تكون استخدمت القوة المفرطة لفض مظاهرة صغيرة يوم الجمعة الماضي احتجاجاً على مشروع انشائي وهو ما فجر احتجاجات عمَّت أنحاء البلاد ضد حكم أردوغان المستمر منذ عشر سنوات. وقال أردوغان في كلمته «لا يحق لأحد أن يهاجمنا من خلال هذا، ليحفظ الله أخوتنا ووحدتنا، لا شأن لنا بالعراك والتخريب، سر نجاحنا ليس التوتر والاستقطاب، الشرطة تقوم بواجبها، هذه الاحتجاجات التي تحولت إلى تخريب وخروج كامل على القانون يجب أن تتوقف فوراً». ولم يشر أردوغان في خطابه إلى أي خطط لإزالة خيام المحتجين التي ظهرت في ميدان تقسيم بإسطنبول ومتنزه في العاصمة التركية أنقرة، لكن الاحتجاجات أصبحت تحدياً كبيراً لزعيم فاز في ثلاثة انتخابات متعاقبة. ونفذ أردوغان كثيراً من الإصلاحات الديمقراطية وحدَّ من نفوذ الجيش الذي أطاح بأربع حكومات في أربعة عقود وبدأ محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي وكبح انتهاكات الشرطة لحقوق الإنسان ودخل في محادثات سلام مع المتمردين الأكراد لإنهاء ثلاثة عقود من القتال الذي حصد أرواح 40 ألف شخص. وتضاعف نصيب الفرد في تركيا من الدخل القومي ثلاثة أمثال من حيث القيمة الاسمية وازدهرت التجارة في الداخل ومع الخارج، لكن في السنوات القليلة الماضية يقول منتقدون إن أسلوبه أصبح استبدادياً.