أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع على محتجين في العاصمة أنقرة أمس في اليوم الرابع من المظاهرات ضد حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع عندما تقدم نحو ألف متظاهر معظمهم من الشبان صوب صفوف الشرطة في ميدان كيزيلاي بوسط العاصمة وهم يرددون هتافات تطالب باستقالة رئيس الوزراء. من جانبه، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إلى الهدوء أمس بعد احتجاجات عنيفة مناهضة للحكومة خلال مطلع الأسبوع، وحث الجماهير على ألا تثيرها المظاهرات التي قال إن «عناصر متطرفة» تنظمها. وقال الرئيس التركي عبدالله جول، أمس، إن المظاهرات السلمية جزء من الديمقراطية. ودعا جول المواطنين إلى التزام الهدوء، وقال إنه تم الالتفات إلى «الرسائل الضرورية» التي بعثتها الاحتجاجات. وتابع أنه يجب ألا يُسمح لمجموعات خارجة عن القانون بالتدخل. وانخفض مؤشر الأسهم الرئيس 6.67% لدى فتح الأسواق. كما انخفضت الليرة وارتفعت عوائد السندات. كما ارتفعت تكلفة التأمين على ديون تركيا من مخاطر عدم السداد إلى أعلى مستوى في شهرين إثر أربعة أيام من الاضطرابات السياسية. وقالت مؤسسة ماركت إن تكاليف التأمين على ديون تركيا لخمس سنوات قد ارتفعت 12 نقطة أساس إلى 143 نقطة أساس، وهو أعلى مستوى لها منذ أوائل أبريل نيسان. وقال أردوغان في مؤتمر صحفي في مطار إسطنبول قبل زيارة رسمية مزمعة للمغرب، «اهدأوا واطمئنوا وسيجري التغلب على كل هذا». وكان عشرات الآلاف خرجوا إلى شوارع أكبر مدن في تركيا خلال مطلع الأسبوع واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب التي كانت تطلق الغاز المسيل للدموع وأصابت المئات. وعاد الهدوء بدرجة أكبر إلى الشوارع صباح يوم أمس الإثنين بعد ليلة أخرى من الاحتجاجات الصاخبة وأعمال العنف في إسطنبولوأنقرة ومدن تركية أخرى. واندلعت الاحتجاجات يوم الجمعة عندما تم قطع أشجار في متنزه بميدان تقسيم الرئيس في إسطنبول، الذي ظل طويلاً نقطة تجمع للمظاهرات الحاشدة في إطار خطط حكومية رامية إلى تطوير المنطقة، ولكنها اتسعت لتتحول إلى تحدٍّ واسع لحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية. وقال أردوغان «هذا احتجاج تنظمه عناصر متطرفة. زاد التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية في ثلاثة انتخابات متتالية، ونجح في الفوز في استفتاءين، مما يوضح أن سكان هذه البلاد يؤيدون الحزب». ووصل حزب أردوغان إلى الحكم منذ أكثر من عشر سنوات، وزاد عدد الأصوات التي يفوز بها في الانتخابات الثلاثة الأخيرة التي شهدتها البلاد. وازدهرت تركيا اقتصادياً، كما زاد نفوذها بقوة في الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم. لكن عدداً كبيراً من الأتراك من بينهم بعض مؤيدي أردوغان السابقين، يتهمونه بأنه أخذ يميل أكثر لحكم الفرد ويقيد وسائل الإعلام ويشدد قبضة حزب العدالة والتنمية على أجهزة الدولة، ويُدخِل الدين إلى قلب السياسة، وهو ما يخالف دستور تركيا العلماني.