يخدش «التسول» المفهوم الإنساني، فهو يعرض الطفل والشاب والعاجز والمعاق لنبذ المجتمع، ويعزز الشعور بالنقص والعجز وعدم النمو السليم للشخصية وإشباع احتياجاته بصورة سليمة ويغيب عنه الإحساس بالأمن وعدم الانتماء للوطن، ما يولد لديهم بعض الاضطرابات النفسية كالقلق والخوف وعدم الثقة بالنفس والآخرين والانحرافات السلوكية كالكذب والتقمص والسرقة وادعاء المرض وإيذاء النفس . كما أن التفكك الأسري يلعب دوراً هاماً في تفشي الاضطرابات النفسية والإحساس بالاغتراب النفسي والفقدان وعدم الاستبصار والإحساس بالفشل لتدني المستوى التعليمي والأخلاقي والمعيشي للأفراد، وأساليب التنشئة الاجتماعية ، ما يؤثر سلباً على نمو بعض مهارات التفكير والتعلم والذكاء ومن ناحية أخرى على طرق التواصل الفعال مع أفراد المجتمع ، فالدافع والتفكير مرتبطان بكيفية الكسب المادي، أيضاً إهمال الجانب الصحي يساعد على تفشي الأمراض وانتقال الأمراض المعدية . وعن الجانب الأمني والاقتصادي ، فأغلب المتسولين مجهولو الهوية يصعب تعقبهم ويتخذون من المنازل المهجورة مأوى لهم لارتكاب الجرائم الأخلاقية وإنجاب أطفال غير شرعيين , وتهريب الأموال وترويج المخدرات والتزوير وغسيل الأموال. وتتميز شخصية المتسول بالترقب وبالحذر والتكرار والإلحاح في الطلب والقدرة على الإقناع واستخدام عبارات تستدرج العاطفة والتذلل والدعاء ومعرفة كيفية التأثير على بعض الأشخاص، وأيضاً يجيد المتسول تحقيق مطلبه من خلال الاختيار المناسب للتسويق لحاجته مثل المساجد واستغلال الجانب الديني لدى الناس، والجلوس بالقرب من حاوية النفايات وأيضاً استغلال الفرص في شهر رمضان والحج.ويعتمد المتسول في استدرار عاطفة المانح على تعابير الوجه ونبرة الصوت ولغة الجسد في إظهار العوز والعجز وقلة الحيلة . فيما يتميز الشخص المانح للمتسول بالعاطفة الجياشة وبتأنيب الضمير ومن الخوف من زوال النعمة وعدم الوعي الثقافي لظاهرة التسول وعدم التحكم في المشاعر واتخاذ القرار ، فهو إنسان متذبذب تنجح وسيلة الإلحاح في السيطرة عليه يفتقد لبعد النظر والوعي بمكنون دوافع الآخرين، أيضاً تغلب عليه سمات ضعف الشخصية وكذلك التبذير، وبعض الأشخاص تغلب عليهم سمات الخجل من الامتناع عن إعطاء المتسول المال ، ومما لاشك فيه وبشكل عام إن الدوافع تلعب دوراً مهما في شخصية المانح والمتسول .