أبقت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» على مستوى إنتاجها المستهدف دون تغيير، واعتبرت في ختام اجتماعها في فيينا أمس، أن أسعار النفط مستقرة حول المستوى الملائم البالغ مائة دولار للبرميل. وقال وزير النفط الفنزويلي رفاييل راميريز، بعد اجتماع قصير، إن المنظمة ستُبقي على سقف الإنتاج الرسمي عند 30 مليون برميل يومياً دون تغيير حتى نهاية العام الحالي. ومن المقرر أن تعقد أوبك اجتماعها التالي في الرابع من ديسمبر المقبل. ومهَّد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، الطريق أمام اتفاق سهل وسلس لدى وصوله الثلاثاء الماضي، قائلاً: إن «سوق النفط في وضع جيد». وأضاف: المنظمة ستختار الأمين العام الجديد في اجتماعها المقبل في ديسمبر، وكان اختيار الأمين العام الجديد لأوبك قد تعثَّر بسبب المنافسة بين المرشحين من إيران والعراق والسعودية. وقد يكون هذا هو الحال الآن، لكن ليست لدى أوبك فرصة تُذكر لضخ مزيد من النفط بسبب ازدهار إنتاج النفط الأمريكي الذي أثار منافسة على حصص السوق في آسيا. وقبل عام تجاهلت أوبك الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري، لكنه أصبح موضوعاً ساخناً الآن، ويرى منتجو الخليج أن أوبك ستظل قادرة على ضخ 30 مليون برميل يومياً على الأقل بشرط أن ينمو النفط الصخري الأمريكي بمعدل معتدل. وكان الوزير النعيمي قد قال «هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها مصادر جديدة للنفط، لا تنسوا التاريخ. كان هناك نفط من بحر الشمال ومن البرازيل فلماذا كل هذه الأحاديث الآن عن النفط الصخري؟». ورغم ارتفاع المعروض مازال سعر النفط فوق مائة دولار للبرميل، وأقل بكثير من 125 دولاراً، الذي دقّ نواقيس الخطر في كبرى الدول المستهلكة العام الماضي. غير أن وصول سعر النفط إلى المائة دولار وما فوقها شجَّع على إنتاج كميات ضخمة من النفط الصخري الأمريكي في نورث داكوتا وتكساس، لينافس خامات أوبك الشبيهة مثل الخامات الخفيفة المنتجة في نيجيريا والجزائر، وليس الخامات الأثقل مثل الخام السعودي. وشعرت نيجيريا والجزائر بالفعل بأثر ازدهار النفط الأمريكي، فقد خسرتا أرضاً في سوقهما الأكثر ازدهاراً وغيَّرتا اتجاه بعض الصادرات إلى آسيا. ويسعى العراق الذي تزداد صادراته بسرعة لاقتناص حصة أكبر من السوق الآسيوية. لكن إنتاج العراق وصادراته لا يزيدان بالسرعة المأمولة بسبب ضعف البنية الأساسية وصعوبات لوجستية. وتوقَّع وزير النفط العراقي عبدالكريم لعيبي، أن تضخ حقول البلاد 3.5 مليون برميل يومياً بحلول نهاية العام، بزيادة 400 ألف برميل يومياً عن المعدلات الراهنة.