حوادث وقضايا المرور تكلف المملكة (20) مليار دولار سنوياً. ومعها الآلاف من الوفيات والإعاقات من مواطن ومقيم وزائر. وهل من السهولة خسارة هذا العدد البشري وهذا الرقم المادي..؟ لقد أسهم ساهر بلاشك في الحد من عدد الحوادث والتقليل من الوفيات والمخالفات الناتجة عن السرعة، وتجاوز الإشارة الحمراء. هذا بلاشك صحيح، غير أنه (تحصيل حاصل)، حيث يعود الفضل فيه إلى كاميرات وعربات شركة ساهر الحاملة للتقنية، الثابتة والمتحركة، في الوقت الذي أسهم في رفع الأرباح للشركة الموردة للكاميرات والمشغلة لها. غير أن كاميرات ساهر لا تغني عن وجود رجال المرور، ودورهم في مراقبة الحركة، وفك الاختناقات المرورية، والتجاوزات والتصدي لبعض التصرفات الخاطئة، مع إمكانية استخدام هذه التقنية كوسيلة توعية.. غير أن رسوم ساهر تذكرنا بقسائم التحصيل التي كان رجال المرور يحرصون منذ سنوات على زيادة عددها يومياً، وإنجازها في مدة أقصر ليتم الانصراف من الموقع في أسرع وقت. فرغم إزاحة عدد من الأعباء والمسؤوليات عن رجال المرور. حيث تولت جهات أخرى عدداً من المهام مثل: 1 – ساهر 2 – شركة نجم 3 – مدارس تعليم القيادة 4 – محطات الفحص الدوري 5 – شركات التأمين. دونما جهد بشري يُذكر لرجال المرور، إلا أنك لا تراهم إلا نادراً. وإن حصل فهم داخل سياراتهم. أين المرور الراجل؟ أين المرور السيار؟ أين الدراجات النارية؟ لا تتحرك داخل الأحياء والشوارع والتقاطعات. أين رجاله وسياراته الجديدة، العديدة الموجودة داخل المظلات، وقائدوها داخل المكاتب. أمام شاشات الحاسب والتلفاز؟! ومع التأكيد على جدوى كاميرات ساهر وعرباته تأتي المطالبة بزيادة عددها والتوسع في نشرها على نطاق واسع. الدولة لم تهدف من إيجاد ساهر إلى تصيّد الأخطاء وفرض رسومه وغراماته لزيادة الدخل. فهي في غنى عن ذلك والحمد لله، وإنما للوقاية وتلافي الأخطاء قبل وقوعها. أين رجال المرور من المخالفات الأخرى، في الشوارع والتقاطعات؟ التفحيط، واستخدام الأرصفة، قطع الإشارة والتجاوزات والتصرفات الخاطئة التي تخدش الحياء وتتعارض مع القيم والسلوك العام، الأصوات المزعجة للسيارات والدراجات النارية، عدم الالتزام بقواعد السير، الوقوف، والتظليل الخاطئ، التلاعب باللوحات والألوان والكتابات والصور المخالفة، وكذا تنظيم سيارات الأجرة وغيرها أمام المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز التجارية والمطارات، الظواهر السلبية للتجمعات الفوضوية، التي تعمد إلى إغلاق بعض المخارج والمداخل، أين المرور من سيارات العمالة المخالفة لقواعد المرور شكلاً وسلامة وتصرفاً؟ الانحراف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار والعكس المتكرر! وحتى مسارات الخدمة والأرصفة لم تسلم من التجاوزات، سيارات أجرة تعمل على مدار الساعة، حالتها لا تطمئن على سلامة ركابها، من حيث الشكل والسلامة والرائحة الكريهة، أعمدة دخان الديزل، وافدون ينقلون بسياراتهم عمالة في الصباح الباكر وعصراً. يتخلل ذلك نقل طلبة وطالبات ومعلمات. ترى كثيراً من السيارات تحمل شعار الفحص، حركتها لا تطمئن من حيث السلامة والشكل، سائقين قيادتهم ركيكة تستغرب كيف اجتازت المركبة الفحص؟! وكيف حصل السائق على رخصة القيادة؟! هل يليق ذلك..؟ احتكاك بين سيارتين أو توقف سيارة بسبب الأمطار شتاء أو الحرارة صيفاً. أو عطل مفاجئ أو مشاجرة قد تربك الحركة لا تستوجب الانتظار. المرور يشتكي من نقص أفراده وكذا الشرطة، وكلاهما يؤدي مهمة أمنية مكملة للآخر. فلمَ لا تتم إعادة الدمج إلى سابق عهده و(الأمن الشامل) فكلاهما غرض أمني ويمكن أن يؤدي أحدهما المهمة بمفرده. فبدلاً من سيارتين ورجلي أمن في موقع واحد، أو على مقربة من بعضهما، كما أن كثيراً من القضايا الأمنية يتم اكتشاف أطرافها من خلال المرور. لماذا لا يتم التوسع في استخدام طائرات الهيلوكبتر (الإخلاء الطبي) وربطها بغرف عمليات المرور والهلال الأحمر والمستشفيات. واعتماد عدد من المواقع بمساحات مناسبة تمكنها من الهبوط حال الإبلاغ عن حادث مروري، خاصة في أوقات الذروة، حيث بسببها تتعطل الحركة في بعض الشوارع والطرقات، في مدن كالرياض، مكة، جدة والدمام. كما تتعرض بعض الحالات إلى الرفض من قِبل بعض المستشفيات القريبة من موقع الحادث، لسبب أو لآخر قد يؤدي بعضها إلى الوفاة قبل مباشرة إسعافها، فقد يترتب على التدخل الجوي السريع إنقاذ أنفس بشرية. شباب وسيارات تتحرك ببطء إلى جنب بعض، يتجاذبون الحديث في شوارع عامة محددة السرعة وكأنهم في نزهة، أو أن الطريق لهم وحدهم..! ظاهرة المخالفات والتجاوزات والتفحيط والسرعة القاتلة في شوارع عامة وداخل الأحياء، عدم وجود رادع للحد من تلك التجاوزات، ما يجلب الضرر والأذى للأسر والأفراد وخزينة الدولة واقتصاد الوطن. الوفيات والإعاقة والتلفيات من سيارات وأعمدة إنارة وأشجار وممتلكات. نادراً أن ترى رجل المرور قد اعترض سيارة مخالفة في شكلها، وتصرفات لسلوك سائقها، على الطرقات والشوارع، حيث التركيز على السرعة فقط، فمع ظهور نجم ساهر اختفى رجال المرور عن الأنظار وكأن الأمر لا يعنيهم،. وأن مهمتهم تقتصر على ضبط متجاوزي السرعة.