من على حدودك يمر الصرعى وهم يتأبطون بلاداً كانت قبل خرابها تُشبه بلادك الطيبة، وكانت تُغني لرُباها التي مثل رُباك؛ فتُرخي لجام الخوف، وتُصغي لحقول النار خلف أسنان الكيبورد، ولعنات الواتساب الطافح بالشائعة: هل تريد إصلاحاً؟ هل أنهم لا يحفلون بك؟ هل أن ثمة خلف الردم رجالاً يصنعون لك الغد الآمن، ويعملون كل ما في وسعهم من أجلك؟ تتمرغ في حقل من الأسئلة العارية، وترفع صوتك بتراتيل المؤذن وهي تنساب فيك أمناً وأماناً، وسنابل حب تفلق الشرايين بطيب العيش وروعة الارتواء؛ ثم يرتفع صهيلك خوفاً على عيون الأطفال والنساء: لماذا لا يتحركون قبل غياب الشمس، وقبل أن تأتي الأرضة … على كامل حقول النعناع؟! تأتيك رسالة أخرى تحلف لك أنهم لا يحفلون بحبك ولا بكبرياء انتظارك، وبأن الزلازل والبراكين لم تزدهم إلا رهقاً، وأن خوفك على قافلة الزيت، وبنسات الشعر الآمنة المستكينة لا يُقدره أحد؛ ثم يدعونك أن تعال اركب معنا. فتصيح من عمق أعماقك: أرجوكم رقعوها قبل فوات الأوان. واتساب وتغريدة وشائعة، وثورة من الأسئلة المشتعلة التي تصيح فيك؛ كل الشرانق ماتت من حولك، وكل ما لم يُقل قد قلته ولا فائدة، وها هي الشقوق البطيئة تتسلق الجدران من حولك شيئاً فشيئاً، وثمة أياد ترتب الوهن، وتكذب كي تسقطك دونما ملل!! نمل نشيط يتسلق في كل يوم جداراً عتيقاً من فخار، وقصيدة تبكي بطالة في درج مكتب، وحقل من الألغام يهجع فوق كل سطح جمجمة؛ ها قد تشكل وعيك أن ثمة رعباً يحتويك من جهاتك الأربع، ويصب الزيت في كل الزوايا؛ ثم ينتظر الشرارة!!