بغداد، عمّان – الشرق مؤشرات على ترؤس الشرع الوفد السوري إلى الاجتماعات. شخصية عسكرية كبيرة رافقت المعلم خلال زيارته بغداد. أعلن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، موافقة حكومة الأسد على حضور اجتماعات «جنيف2» المزمع إقامتها الشهر المقبل باتفاقٍ أمريكي- روسي لحل معضلة الحرب المشتعلة بين القوات النظامية والجيش السوري الحر. في الوقت نفسه، كشفت مصادر سياسية مطلعة ل «الشرق» أن هذا الإعلان جاء بترتيب إيراني- روسي مع الطرف العراقي لإجبار الأسد على الموافقة على حضور نظامه هذه الاجتماعات بعد أن أخبرت دمشق كلاً من موسكو وطهران عبر قنوات دبلوماسية أنها ترى «جنيف2» مجرد «مؤامرة أمريكية» لإسقاط نظامها. وأفادت ذات المصادر التي حضرت جانباً من المفاوضات التي أجراها المعلم في بغداد أن الضيف السوري واجه عدة صعوبات في اشتراط محاور محددة لحضور هذا الاجتماع، لكن الموقف العراقي المؤيد للحوار الوطني السوري لم يُتِح لوزير خارجية الأسد إلا خيار الموافقة غير المشروطة على حضور «جنيف 2» خصوصاً أنه واجه موقفاً إيرانياً- عراقياً بمساندة روسية يرى أن تكون مبادرة العراق لحل الصراع السوري سياسياً، التي طُرِحَت على القمة العربية العام الماضي، مضمون الموافقة السورية على الورقة السياسية التي ستُقدَّم على طاولة المؤتمر مع إشارات ضمنية «غير رسمية» إلى أن نائب الرئيس الأسد، فاروق الشرع، سيترأس الوفد السوري إلى جنيف. في سياقٍ متصل، أشارت ذات المصادر إلى ارتباط الموافقة السورية على حضور هذا الاجتماع بتطبيق إيران تعهداتها بإشراك حزب الله اللبناني ومليشيات عراقية موالية لها- في إطار قوات تُعرَف ب «ألوية فدائيي السيدة زينب» بلغ قوامها، وفقاً للمصادر، أكثر من 60 ألف مقاتل- في المعارك الجارية الآن بين قوات الجيش الحكومي والجيش السوري الحر، وهو الأمر الذي يعززه مرافقة شخصية عسكرية سورية كبيرة للمعلم في زيارته لبغداد. من جانبه، جدد رئيس مجلس الوزراء العراقي، نوري المالكي، دعم العراق لأي جهد إقليمي أو دولي لحل الأزمة السورية بشكل سلمي، ورحب، خلال استقباله وزير الخارجية السوري أمس الأول، بقرار دمشق المشاركة في مؤتمر» جنيف2»، فيما أبدى استعداد بلاده للقيام بكل ما من شأنه «تخفيف المعاناة عن الشعب السوري».