اتسعت رقعة الحرب الدائرة بين الحكومة السودانية وتحالف الجبهة الثورية المسلحة، في ولايات شمال وجنوب كردفان والنيل الأزرق بالاضافة إلى ولايات دارفور الخمس، لتشمل مناطق لم تكن يوماً في دائرة النزاع المسلح، وانتهج المتمردون استراتيجية جديدة في القتال تقوم على مهاجمة مدن في العمق السوداني. في وقت أعلن المتمردون أمس، هزيمتهم للقوات الحكومية، خلال يومي الجمعة والسبت في عدة مواقع بولاياتي شمال وجنوب كردفان. لكن المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية الصوارمي خالد سعد نفى مهاجمة قوات الجبهة الثورية لمدينة (بابنوسة) أقصى غرب جنوب كردفان. وأعلن متمردو حركة العدل والمساواة أنهم اشتبكوا مع القوات الحكومية على مدى يومين في منطقتين بولاية شمال كردفان المتاخمة لإقليم دارفور غرب السودان. وقال المتحدث باسم العدل والمساواة جبريل آدم بلال في بيان تلقته «الشرق» إن قواتهم اشتبكت الجمعة مع القوات الحكومية في منطقة (أم قرنا جاك) الواقعة غرب ولاية شمال كردفان، مشيراً إلى أنهم استولوا على «ثلاث عربات بكامل أسلحتها». وأضاف أنه جرى اشتباك السبت مع القوات الحكومية في منطقة البوطة في ولاية شمال كردفان، واستولوا على 12 عربة ودمروا ثلاثا، لافتا إلى مقتل جنود سودانيين وأسر آخرين. وقال إن قوات الحركة طاردت قوات الحكومة حتى المدخل الشرقي لمدينة بابونسة مؤكداً أن قواته مازالت عند مدخل المدينة التي تبعد عن الخرطوم 697 كيلومتراً. إلى ذلك نفى المتحدث باسم الجيش السوداني مزاعم المتمردين وأكد حسب وكالة السودان للأنباء، أن الأنباء التي جرى تداولها على نطاق واسع بأن الجبهة الثورية هاجمت مدينة بابنوسة هدفت لبث شائعات قصد منها الكسب الإعلامي، وقال «لا يوجد أي هجوم للمتمردين على المدينة. وأضاف أية أنباء حول مهاجمة متمردين للمدينة ستظل شائعة قصد بها من يعملون على ترويجها كسباً إعلامياً لا يؤثر على حقيقة الوضع المستقر والآمن هناك». وأكد أن بابنوسة محمية برجالها وأهلها بدعمهم غير المحدود للقوات المسلحة الذين يسدون المنافذ الآن على المتمردين في ولاية جنوب كردفان. من جهة ثانية، وجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري انتقادات لاذعة للخرطوم، بسبب الحرب الدائرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودعا الرئيس السوداني عمر البشير، لاحترام رغبة أهالي «المنطقتين» في إقرار حكم علماني. واجتمع كيري في خطوة نادرة مع وزير الخارجية علي كرتي، السبت، على هامش القمة الإفريقية في أديس أبابا، وأبدى كيري طبقا للوزير السوداني رغبة بلاده في تحسن العلاقات مع السودان، وتعهد بالتعاون مع الشركاء الدوليين للعمل على تخفيف حدة التوتر بين دولتي السودان، بالإضافة إلى الضغط على الحركات المتمردة للجلوس إلى مائدة التفاوض من أجل إحلال السلام في السودان. وقال كرتي للصحفيين، إنها المرة الأولى التي تسمع فيها حكومة الخرطوم بوضوح رغبة أمريكا في تحسين العلاقات مع السودان، وأضاف «أبدى كيري رغبة بلاده في مواصلة المساعي لتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين». من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تعيين مبعوث خاص للسودان وجنوب السودان في القريب العاجل ليحل مكان برنستون ليمان، الذي ساعد في التفاوض بشأن استئناف صادرات النفط من جنوب السودان عن طريق السودان. وأشار كيري إلى أن إحدى أولويات المبعوث الجديد ستكون المساعدة على حل وضع منطقة أبيي، وأكد خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإثيوبي ادهانوم تدروس عزمه العمل مع الاتحاد الإفريقي لوضع حد للعنف على الحدود بين السودان وجنوب السودان.