حمد محمد القرعاوي لقد حققت المملكة العربية السعودية بفضل الله تعالى ثم بفضل حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال السنوات الثماني الماضية نجاحات كبيرة، وقفزات تنموية هائلة، وخطوات متسارعة في كافة المجالات وضعتها في مصاف الدول المتقدمة في العالم، ظهر ذلك جلياً فيما نالته المملكة من احترام، ومكانة مرموقة جعلتها عضواً أساسياً في التوازنات الإقليمية والدولية. ومما لاشك فيه أن صفحات التاريخ ستظل عامرة، ناصعة وحافلة بالسيرة المعطرة بالإنجازات والحقائق الواقعية والتاريخية لقائد مسيرة النهضة، بفضل ما حققه من تقدم، ورقي حضاري تعيشه المملكة في عهده الزاهر الميمون المتمثل في مشاريع التنمية والتطور والبناء التي تقف شاهدة شامخة في جميع أنحاء المملكة، وتشهد على عظمة وقدرة الإنسان السعودي على تحقيق نهضته الشاملة، وقوته الذاتية، وقدرته على بناء دولة فتية أصبحت لاعباً رئيسياً ورقماً أساسياً في عالم اليوم. لقد تميز عهد الملك عبدالله بتبنيه «حفظه الله» سياسات إصلاحية في كافة الميادين أهمها الإصلاح الاقتصادي، حيث اتخذ حزمة من الإجراءات الإصلاحية بهدف توفير البيئة الملائمة لنمو الاستثمارات المحلية والأجنبية وتوسيع القاعدة الإنتاجية، إضافة للتركيز على تطوير الكوادر الوطنية، كما تميز عهده «أيده الله» بالانفتاح المتوازن على الاقتصاد العالمي، كما اتخذ خطوات جادة لتعزيز البيئة الاستثمارية وتفعيل الأنظمة والإجراءات حتى باتت المملكة تستحوذ على 40% من الاستثمارات الأجنبية الواردة إلى الدول العربية، كما تضمنت السياسات الحكومية تكريس المعرفة والتقنية لخدمة الأهداف الاقتصادية فتطور الاقتصاد المعرفي، إلى جانب تبني استراتيجيات في مجالات الإسكان والصناعة والأمن الغذائي والتعليم وغيرها، وأصدر قرارات تستهدف رفع المستوى المعيشي للمواطنين ودعم مختلف الفئات وتوفير فرص عمل للشباب وتنمية المناطق الأقل نمواً. كما تمكن «حفظه الله» بفضل سياسته، وحنكته، وصدقه، ونزاهته، وعدله من تعزيز دور المملكة إقليمياً وعالمياً، حيث أصبح للمملكة دور فاعل ومؤثر في المحافل الدولية وصناعة القرار العالمي، فلقد تميز الحضور السعودي في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي بالعمق والتأثير، حيث شكل عنصراً دافعاً وقوياً للصوت الإسلامي والعربي في دوائر صنع القرار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته، وأسهمت جهود خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله» في إرساء دعائم العمل المشترك الخليجي والعربي والإسلامي وصياغة تصوراته والتخطيط لمستقبله. لقد استطاع خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله» هذا القائد والزعيم العربي الكبير أن يمتلك قلوب وأفئدة الأمتين العربية والإسلامية بعفوية صادقة، وإخلاص محكم، وحكمة ملهمة، وقيادة استثنائية، وعبقرية نادرة، أن يلعب دوراً بارزاً لضمان وحدة الصف في البلاد العربية والإسلامية في وقت ضربت فيه الفوضى العارمة عدداً من الدول المجاورة وهددت كياناتها وأطاحت بعوامل الأمان والاستقرار فيها.