حفلت الأمسية الحوارية التي استضاف فيها منتدى الغدير الثقافي بالقطيف الشاعر والأديب عدنان العوامي، بكثير من الذكريات والإضاءات التاريخية والثقافية حول ما شهدته المنطقة الشرقيةوالقطيف في الخمسينيات الميلادية وما بعدها من أحداث وتيارات ومناخ ثقافي وعمل وطني. بدأ الأديب العوامي حديثه داعياً لأن يواصل من شهدوا تلك الأحداث تدوين روايتهم لتستكمل جوانب الصورة التي سجلها المرحوم السيد علي العوامي في كتابه «الحركة الوطنية السعودية»، الذي مازالت تشغل مادته المهتمين؛ معتبراً أن المؤلف روى الأحداث من زاويته الخاصة ومن خلال مشاهداته، وأن كثيراً من الأمور لم يتم تغطيتها ومنها تجربة من ذهبوا للخارج. ثم عرض لبعض استدراكاته على الكتاب حول تاريخ المنطقة في التعليم والثقافة والعمل الوطني، وتطرق لنقطة أغفلها الكتاب هي دور الأندية الرياضية في ممارسة العمل الثقافي من خلال الاحتفالات والندوات والمسرحيات، وفي إثارة الحس الوطني من خلال التركيز على قضية فلسطين والاستعمار، وذكر أنه شارك في كتابة المسرحيات الاجتماعية وربما قام بالتمثيل بنفسه حينما كان مسؤولاً عن المكتبة في نادي التآلف بالقطيف. وفي رسمه للمشهد قبل الخمسينيات، ذكر العوامي أن التعليم النظامي بدأ أثناء الدولة العثمانية كما يظهر من تقرير «سالنامة»، وأن المنطقة عرفت العمل السياسي قبل قدوم المعلمين من خارج المنطقة، الذين استقدمتهم «أرامكو» وتأثر العمال بتوجهاتهم. وفي المناخ الثقافي ذكر بأن اثنين من رجالات المنطقة هما سلمان الصفواني ومحمد حسن النمر أصدرا صحيفتين هما اليقظة وبهلول قبل مائة عام تقريباً، وأن هناك من الأحداث ما يؤكد أن من وجهاء المنطقة من كانت تصله الصحف من الخارج.كما تحدث عن مطالب العمال في الخمسينيات وأحداثها، مذكراً بمطالب مماثلة في الأربعينيات، وعرض لأبرز الاتجاهات الفكرية والتيارات والعمل الوطني.