سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أبوبكر باقادر: لا توجد أي اشكاليات بيننا وبين وكالة الشؤون الثقافية والسبيل ينهض بدور كبير إقبال واسع على المسرح والفولكلور والموسيقى والمعارض السعودية
.. أنا فخور جدا بأننا ذهبنا إلى مناطق جديدة تمثل جسرا للتواصل، ونسعى عبرها إلى تغيير الصورة النمطية.. بهذه العبارة الكاشفة استهل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية الدكتور أبو بكر باقادر هذا الحوار الذي جرى بمقر وكالة وزارة الإعلام والثقافة، وسعى فيه الدكتور باقادر للكشف عن أنشطة الوكالة، والوقوف على حصاد الأيام الثقافية السعودية في الخارج، وأبرز النتائج الناجمة عن إقامة هذه الأيام الثقافية.. وإبراز ما تنوي الوكالة تقديمه من أنشطة جديدة. باقادر تحدث عن آليات اختيار المشاركين والمشاركات في الأيام الثقافية، ورأى أن الاختيار يتم وفق تمثيل مختلف الأطياف الثقافية، كما نفى وجود أية إشكاليات بين الوكالة ووكالة الشؤون الثقافية التي يتولاها الدكتور عبدالعزيز السبيل، وأكد على أن هناك تعاونا مستمرا بين الوكالتين، وطالب باقادر الإعلاميين أن ينتقلوا للحقائق والأرقام حتى تكون هذه الانطباعات ضمن النقد الموضوعي، وأوضح: "يجب أن نعترف أن هذا النوع من النشاط هو نشاط جديد، نشاط نسعى إلى أن يتحسن، نحن ككل جهد بشري فيه من الهفوات وفيه من الأخطاء، وحقيقة نحن كعاملين ومتعاونين مع وكالة الوزارة، ما ننتهي من جهد حتى نجلس نتدارسه ونرى الهفوات، وبعضها نقر بها، وبعضها خارج عن إرادتنا، لأننا نكون ضيوفا للدول التي نذهب إليها، وبعضها نعمل على استدراكها إن شاء الله في الحلقات القادمة من نشاطاتنا".. وهذا نص الحوار: @ دعني يا دكتور أبو بكر أدخل مباشرة في فضاء الأسئلة: لماذا تركز الوكالة في أنشطتها على الأيام الثقافية؟ - كما تعرف أن المملكة هي قلب العالم الإسلامي وقلب العروبة، وهي محط أنظار الأمتين العربية والإسلامية والعالم، ولقد رزئنا بأحداث 11سبتمبر بأن هناك صورة أعدها بعض خصوم المملكة من ناحية، وبعض الجهلاء ممن لهم مصلحة مباشرة فيما تقوم به المملكة من نشاطات ريادية. والصورة فاجأتنا جميعا، لأننا لم نكن نتوقع أن يكون الشرخ في العلاقات بين المملكة وبين بعض الدول الصديقة التي لها علاقات وثيقة ومعرفة متميزة بالمملكة تشكل قناعات لمعرفة المجتمع السعودي، والثقافة السعودية، وتوجهاتها الاقتصادية وعلى رأسها التوجهات السياسية. هذه استرعت استعادة ماكان يقام في المملكة من نشاطات تعرف باسم: "المملكة العربية السعودية بين الأمس واليوم" والتي كان الهدف منها تقديم صورة عن المملكة. لكن السياق والتغيرات التي تتراكم في المملكة العربية السعودية، والظرف الجديد والاتهامات التي توجه للمجتمع السعودي بشكل عام ولثقافته والتيارات الفكرية والثقافية والاجتماعية، تطلب ليس الدفاع عنها، بل تقديمها والتعريف بها، حتى الناس يحكمون على الأقل على دراية وعلى معرفة مباشرة. @ وهل فكرة الأيام الثقافية جديدة أم أن لها تجارب سابقة؟ - نعم هناك تجارب الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارة الإعلام سابقا متمثلة في الإعلام الخارجي وغيرها من الوزارات تشارك، مثل وزارة التجارة، والزراعة، والصناعة، والتعليم العالي وكانت هناك نشاطات عديدة لكنها كانت لجمهور متخصص.. الجمهور العام كانت تتوجه له الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهذه مناسبة لإرجاع الفضل إلى أهله، وتقدير هذه الجهود الكبيرة في ذلك الوقت ومتطلباته. لكن لم يكن التصور لدينا أن هناك جهلا وتعتيما من قبل بعض الجهات. لكن عندما صارت التعديلات الإدارية، وأصبحت هناك وزارة للثقافة والإعلام أصبح من المهم جدا العمل على أكثر من مسار لتقديم الحراك الثقافي بأطيافه المختلفة لجمهور أوسع، وكان احدى الوسائل إقامة الأيام الثقافية. وتهدف هذه الأيام إلى تقديم المشهد الثقافي بشكل إنساني وبشكل واقعي، والتوضيح بأنه في كل طيف من أطياف هذا المشهد الثقافي الواسع والكبير هناك خيارات ومدارس وتوجهات جميعها - مع تنافسها الداخلي- تمثل التيار العام، لاشك قد يكون هناك بعض الأصوات النشاز أو بعض الأصوات الفردية التي تمثل أصحابها أو تمثل التيار العام، فالتيار العام هو التيار الذي يقوم بنشاطات معلنة، مرحب بها وهي التي تشكل النشاط الرسمي القائم في البلاد، والنشاطات التي تخرج عن هذا النسق سواء كانت في اليمين أو اليسار وسواء كانت ذات ديباجة دينية أو ليبرالية تبقى أصحاب أصواتها، ونحترم أن يكون لها صوتها ولكن هذا شأنهم وشأن أن تتعامل السلطات معهم بما فيه مصلحة البلاد والعباد . @ بدأتم بعقد أيام ثقافية موسعة في مصر ثم انتقلتم إلى دول أخرى.. كيف كانت الصورة؟ - في الحقيقة التعاون الذي أبدته لنا وزارة الثقافة المصرية أغرتنا كثيرا لأن نسعى لتقديم أيام ثقافية طويلة، وأيضا واسعة المكان، من حيث النشاطات والأماكن التي تعقد فيها. في تونس أقمنا في تونس العاصمة كل النشاطات تقريبا، وأقمنا نشاطين في بنزرت. في مصر بسبب ما لاقينا من ترحاب كانت النشاطات في القاهرة، والإسكندرية، والفيوم، والبحيرة، والإسماعيلية وكانت متزامنة، وكانت هناك أمسيات شعرية وقصصية في كل المناطق، والمعارض الكبرى كانت بين القاهرةوالإسكندرية، وقدمنا مسرحيات في كل هذه المناطق، والفولكلور دار في كل هذه المحافظات، أما الموسيقى فكانت في القاهرة فقط، والمحاضرات سعينا لأن تكون في القاهرةوالإسكندرية، وكانت ردود الفعل إيجابية، وقد استفدنا من تجربتنا مع تونس. بعد ذلك شعرنا أننا نستطيع الحصول على الثقة بالنفس، فأقمنا أياما ثقافية في روسيا، وكانت فعاليات كبيرة قوبلت بالترحاب من الأخوة والزملاء في جمهورية روسيا الاتحادية، في موسكو كان الحضور فوق المتوسط، والعروض الشعبية كان الحضور فيها كبيرا، أما في تترستان فكان الحضور كبيرا جدا، حيث حضر عرض الأزياء والحفلات الموسيقية والعروض الشعبية كان الحضور يتجاوز الثلاثة آلاف شخص.. هذا سوى من كانوا خارج القاعات. وكان هناك تفاعل يقوم على أمرين، أحدهما: الاكتشاف والدهشة، والثاني أخبرنا المشاهدون أن فيها درجة جيدة جدا من حيث الأداء والمهنية. وفي مملكة البحرين أقمنا أياما ثقافية، لكن رغم الترتيب والإجادة كان الحضور ضعيفا، ربما لاقتراب شهر رمضان، وبدايات العام الدراسي، أو كانت الإعلانات ضعيفة، أيضا كانت هناك فعاليات تزامنت مع هذه الأيام وحفلات لفنانين كبار منهم محمد عبده، ولم نكن على علم مسبق بها، لكن إجمالا أدى الذين حضروا من الزملاء خاصة للعروض المسرحية والمعارض الفنية التشكيلي والرسم والخط.. أبدوا إعجابا بها، وكانت هناك نقاشات واسعة حول الشعر والقصة، فإخواننا في البحرين لديهم ثقافة ناقدة واسعة. لكن الفعاليات كانت على مستوى جميل. بعد ذلك أقمنا الأيام الثقافية في تركيا، وكانت من المحطات البارزة، وغيرنا من معلومات الأتراك، حيث كانوا يقولون: إن معلوماتنا عن الثقافة السعودية خارج إطار أنها الأرض المقدسة، واكتشفنا اليوم أن لديكم ثقافة أخرى. لأول مرة في التاريخ تعرض معارض مثل: النخلة، والحرمين الشريفين في داخل متحف دخله سبعون جنسية، فضلا عن الأتراك الذين شاهدوا المجسمات والوسائل السمعية والبصرية. وكانت المحاضرات موجودة في أحد أهم المراكز مركز أرسيكا، وكان الحضور واسعا، وكانت النقاشات على أعلى المستويات، وتتعلق المحاضرات بالعلاقات الثقافية التركية السعودية عبر التاريخ، قدمها مجموعة من الزملاء الذين يعملون في الآثار والتاريخ، وهي محاضرات غاية في الأهمية التي تجد الأرضية المشتركة بين المملكة وتركيا وكانت موضع استحسان كبير جدا، لمسته خلال الأيام. أما العروض: عروض الأزياء، والمسرحيات، والفنون الشعبية في أنقرة واستانبول حضر كل عرض أكثر من ألف، وكان حضورا مكثفا رسميا وشعبيا. حيث حضره وزراء أتراك في مقدمتهم وزير الثقافة، على الرغم من انشغال تركيا بأزمة حزب العمال الكردستاني لكن ذلك لم يحل دون الاستقبال الجماهيري الذي أحسسنا به. @ ركز الإعلام كثيرا على الأيام الثقافية السعودية بالجزائر.. هل قدمتم أنشطة ذات نوعية ثقافية مختلفة؟ - ما أتصوره كان أعلى النجاحات في العام الماضي هو الاحتفال بالجزائر عاصمة للثقافة، والافتتاح حضره عدد كبير، و 17وزير ثقافة عربي، وأبدى الأشقاء لنا استحسانا كبيرا، فالمملكة قدمت هذه العروض الناجحة بكل أريحية، وما قالته وزيرة الثقافة أن عروض المملكة من بين كل العروض المشاركة كانت الأفضل، من بين كل الفعاليات العربية فيما عدا تونس التي قدمت قافلة ثقافية. .. لكن نحن قدمنا مختلف الفعاليات من عروض، وندوات، ومحاضرات، ومعارض خط عربي ونحت، وأمسيات، ومطبوعات، وثلاث مسرحيات، وذهبنا إليهم بمكتبة من الإبداعات ومطبوعات متنوعة من الكتب السعودية. ومعارض كبيرة للنخلة وللحرمين الشريفين. وعملنا كتابا عن الجزائر في الشعر السعودي، وسي دي عن قصائد في الثورة الجزائرية، كما عملنا ندوة كبيرة جدا عن شهيد الفكر والأدب العربي أحمد رضا حوحو الذي كان سعوديا وجزائريا في نفس الوقت، وكان هناك عدد كبير من الندوات والأمسيات في الجامعة الجزائرية وفي المحافل المختلفة. الحمد لله كان الحضور كبيرا جدا لهذه الفعاليات، وكان زوار المعارض بالآلاف، بل بالرغم من وجود انتخابات في منطقتي: عنابة، ووهران إلا أن الحضور كان مكثفا لحضور المسرحيات السعودية والفولكلور السعودي والموسيقى السعودية التي جابت هذه المدن. أنا أعتقد أن ما تم إنجازه في الجزائر ترك ذكرى جميلة. @ ما الجديد الذي قدمتموه خلال هذا العام الجاري، وهل هناك فضاءات جديدة لعرض الثقافة السعودية عالميا؟ - لأول مرة عملنا مشاركات في غرب أفريقيا، ومحطتنا الأولى كانت السنغال، حيث أقمنا في داكار مجموعة من الأنشطة، ومدن أخرى بجوار داكار مثل مدينة نياس، وديو، وقد تعددت نشاطاتنا، حيث أعددنا مسرحية عن حياة الصحابي الجليل "بلال بن رباح" والتطلع للحرية، وكيف أنه وجد الإسلام أعطى الحرية للإنسان ليستثمر ما في داخله، ونزعاته الإيمانية، والمسرحية باللغة الفرنسية، أيضا كان لنا في جامعة السنغال وداكار والمعهد الديني في داكار ومؤسسات أخرى مجموعة من الندوات والمحاضرات المعرفة بالثقافة السعودية. كما أقمنا معرضا للخط، وللتصوير الضوئي، وندوات ثقافية، وفولكلور وموسيقى، وبعض الأفلام الوثائقية السعودية التي تعطي صورة عن المملكة، كما أعددنا مجموعة من الهدايا منها مصاحف باللغة الفرنسية، وبعض الكتيبات التي تعلم الإخوة في السنغال اللغة العربية، وأتمنى أن يشكل ذلك علاقة محبة وتسامح، وزيادة التواصل مع إخواننا في غرب إفريقيا، الذين سيكونون على موعد هنا في السعودية ليقدموا لنا شيئا من الثقافة السنغالية. أيضا ذهبنا هذا العام لجمهورية أذربيجان، وقد قدم إلينا الأشقاء العام الماضي وأقاموا أمسيات لهم هنا في المملكة، كما قدمنا أياما ثقافية في أوزبكستان، واليمن، وفعاليات ثقافية في الأرجنتين، وهي مجدولة في خطة هذا العام. وقد استقبلنا الأشقاء من اليمن في شهر مارس الماضي حيث أقاموا أياما ثقافية، كما نستقبل أياما ثقافية لأوزبكستان، والسنغال ونتمنى أن تحظى باهتمام وقبول في المملكة العربية السعودية، لتأكيد التواصل بين المملكة والأشقاء، وكذلك كانت تركيا الدولة الضيف على مهرجان الجنادرية، وهذا تم بالتعاون بين مهرجان الجنادرية ووزارة الثقافة والإعلام في المملكة. @ مع كل هذا الزخم من الأنشطة يلمح المتابع أن هناك نوعا من عدم الرضى لوجود مشكلة تتعلق بآلية الاختيار وآلية التمثيل بين المثقفين؟ - هذا سؤال وجيه، وأنا أحمد الله حمدا كثيرا - وهذا ما لا يعرفه العالم عنا، بأنه هناك صحافة سعودية متطورة وتملك هامشا واسعا من أن يكون لها وجهات نظر، ونقد، وتعليق على النشاطات التي تقيمها المؤسسات الرسمية، وأنا أعتقد أن هذا دليل صحة، ودليل وعي، وهذا أمر نتشرف به ونرغب فيه. بطبيعة الحال ليس كل نقد بالضرورة صحيح، لأن بعض النقد قد يكون بسبب عدم توفر المعلومات الكافية، إما تقصير من الذين يقومون بالنشاط أو من الطرف الذي ينقل هذه المعلومات، بطبيعة الحال أيضا، لا يمكن أن يكون هناك عمل عام على رؤوس الأشهاد إلا ويكون فيه انتقاد، والناس أحرار في انطباعاتهم، لكن ما نرغبه هو أن ينتقلوا للحقائق والأرقام حتى تكون هذه الانطباعات ضمن النقد الموضوعي، لكن بلاشك أيضا يجب أن نعترف أن هذا النوع من النشاط هو نشاط جديد، نشاط نسعى إلى أن يتحسن، نحن ككل جهد بشري فيه من الهفوات وفيه من الأخطاء، وحقيقة نحن كعاملين ومتعاونين مع وكالة الوزارة، ما ننتهي من جهد حتى نجلس نتدارسه ونرى الهفوات، وبعضها نقر بها، وبعضها خارج عن إرادتنا، لأننا نكون ضيوفا للدول التي نذهب إليها، وبعضها نعمل على استدراكها إن شاء الله في الحلقات القادمة من نشاطاتنا، وكما تعرف أن النشاط واسع والمملكة تستحق منا أن نذهب إلى القمر من أجل تقديم ما يجري فيها من نشاط يستحق الإشادة به والتعريف به، بطبيعة الحال هناك مشكلة بنيوية تركيبية يجب أن تؤخذ في الاعتبار، وقد ذكرها الدكتور جابر عصفور: في النهاية إذا أردت أن تقيم أي نشاط، ما عندك إلا أن تكون محدودا بالعدد المحدد. فالوفد الذي ذهبنا به إلى جمهورية مصر العربية يقترب من 200شخص، والوفد الذي ذهبنا به إلى الجزائر حوالى 180شخص، وشكرا للدول المضيفة التي استضافتنا سكنا، ومعاشات، ومواصلات، وقدمت لنا أماكن العيش خلال الأيام الثقافية، وهنا تطرح أسئلة: كم فعالية يمكن أن تقيم، كم محاضرة يمكن أن تعقد، وهذا يتحدد بعدد الأشخاص. بالنسبة لنا هناك معايير للاختيار، وأنا أكررها هنا مرة أخرى، ومن يرد أن يتحقق فليأت ويأخذ المعلومات منا، ولعلنا ننشرها. @ يا دكتور أبو بكر.. يوجد تكرار لأسماء محددة مثلا؟ - هذا كلام مكرر، وأنا رددت عليه عدة مرات، وهناك أخ كريم قال: إن دليل التكرار في هذه الأيام هو "ذهابي" ومشاركتي بها !! إذا كان هناك تكرار فهو تكرار محدود، وسنشرح أسبابه: النشاطات التي نقدمها تتباين، فنحن ليست لدينا أي فرق رسمية، أي أننا نأخذ مما هو موجود في المشهد الثقافي، فأنت إذا أردت أن تأخذ فرقة فولكلورية، فمن الصعب أن تعمل فرقا عديدة وتغير، لابد أن تسعى لإيجاد ما يمكن تسميته بفرقة الوزارة، فستضطر لأن تدرب أشخاصا لتقديم أكثر من لوحة، مثل المنتخب الوطني، فهم في لوحة واحدة ربما يكون هناك أفضل منهم، بمعنى أنني حين أريد أن أقدم عشر لوحات أحضر 300شخص، أنا أحضر 30شخصا يقدمون عشر لوحات استعراضية، وأنا أعتقد أن القارىء الكريم يتفهم ذلك، فهذه المواقف ستتكرر، ونحن نعمل على تدريب مجموعة من الشباب للاعتماد عليهم في مثل هذه المناسبات. ولدينا خطة للتوصل لتدريب مجموعة من الشباب للمشاركة وفي هذه المناسبات. @ وما هي آليات الاختيار بالنسبة للفنون الأخرى؟ المسرح، الفن التشكيلي مثلا؟ - ما يتعلق بالمسرح، المسرح عمل جماعي، وليس نشاطا فرديا، فنحن نعتمد على الجمعيات المسرحية، التي تقدم مسرحيات في المملكة، ونسعى أن نأخذ الأفضل، وأن يكون لهم تمثيل من كافة المناطق ومن كافة المجموعات، بحيث لا نكررهم، طبعا بعض المجموعات بنشاطهم الذاتي لهم حضور متميز. وأعتقد هناك فرق مسرحية من الطائف، ومن جدة ومن المنطقة الشرقية بحيث تشارك هذه المجموعات في الأنشطة. بالنسبة للموسيقى التغيير واسع وكبير، نحن بصدد إعداد فرقة موسيقية، تكون أهلية، وتكون من الهواة الذين يمثلون الفن الموسيقي السعودي بكل أنواعه، وأعداد هذه الفرقة من مدن عديدة من مناطق المملكة. بالنسبة للفن التشكيلي: أزعم ولدينا الوثائق، أننا سعينا أن يكون التمثيل لكل المدارس وكل الأجيال قدر استطاعتنا، ونحن نطلب من الناس تشارك، وبعضهم يقبل والبعض الآخر يرفض، والشيء نفسه يصدق على التصوير الضوئي والخط. وسعينا أن تكون مشاركات اللوحات ممثلة لكل الفنانين، طبعا لا نستطيع أن نأتي بالجميع، لكن نأخذ كل مرة من 2- 3بحيث يشرحوا للعالم ملامح الفن التشكيلي السعودي سواء كانوا رسامين أم مصورين ضوئيين، أم خطاطين. وهذا يدل على أننا ننوع بشكل كبير. @ وبالنسبة للأدباء والشعراء والكتاب، كيف تحددون آليات التمثيل؟ وهم الأكثر تساؤلا- لا أقول غضبا- حول آلية المشاركة ؟ - نحن عملنا خمس أمسيات في القاهرة بحيث يكون في كل أمسية شاعر وشاعرة وقاص وقاصة، أو روائي وروائية، أعتقد أن كلهم ممن لم يسبق له المشاركة، عدا اثنين من الشعراء شاركوا معنا في تونسوالقاهرة، والسبب يعود ببساطة أحدهم موظف في الوزارة، فكان يعمل في مهمة، واعتذر أحد الشعراء عن المشاركة فحل محله في آخر لحظة. والآخر اعتذر، وطلبنا شاعرا آخر قدم شعرا رفيع المستوى في تونس، فطلبنا منه المشاركة في القاهرة واستجاب. كل الأسماء جديدة، وعندما ذهبنا إلى روسيا الذين تداخلوا في مداخلات كانوا كلهم يتحدثون الروسية، ولما ذهبنا إلى تركيا كان هناك خبراء لهم علاقة بالشأن التركي، وهؤلاء الأساتذة السعوديون لم يذهبوا من قبل مع الوزارة في تاريخهم، بل كانت فرصة لهم. وفي السنغال اتفقنا مع أستاذة في الجامعة تقول الشعر بالفرنسية، وشاعرة تحمل هما إسلاميا، وفي كل هذه المجالات نسعى إلى من له دراية بمثل هذه المشاركات. لدينا أيضا الوفود المدنية، التي تذهب في رحلات خادم الحرمين الشريفين أو ولي العهد - حفظهما الله - في الزيارات الرسمية، وعملناها في فرنسا والصين والهند وإيطاليا وألمانيا، وكل الإخوان والأخوات الذين يشاركون لعلهم يشاركون للمرة الأولى على دراية بتلك الدول، والحياة الفكرية والثقافية بالبلاد التي نزورها، ونحن نسعى لما هو مشترك، أما قضية أن تكرر أسماء فلا. بطبيعة الحال هناك من يستحقون أن يذهبوا، أنا أقول إنه مشكل بنيوي. في النهاية أنا اختار عشرة شعراء، طيب لابد من اختيار عشرة فقط، وهذا شيء نأسف له. بطبيعة الأشياء أننا لن نرضي كل الشعراء. حاولنا بالنسبة للسيدات، أن نقدم تحية لهم، وعقدنا لهن ندوات خاصة مع شقيقاتهن في البلاد الأخرى، وأقمنا أسبوعا كاملا للروائيات السعوديات، كما قمنا بعقد أسبوع كامل للشاعرات السعوديات التقوا فيه في الإسكندرية مع شاعرات من البلدان الاسكندنافية: السويد، والنرويج، والدنمارك، وفنلندة.. وسوف نعطي فرصة للتشكيليات، والفنون اليدوية مثل عمل الحلي، والنقش، في إحدى العواصم الأوروبية، ونشتغل على أن يكون للفوتوغرافيات السعوديات حضور في بعض المؤسسات العالمية، واتفقنا مع مؤسسة: الملك عبدالعزيز، ومؤسسة الإسيسكو المنظمة العربية الإسلامية للثقافة والفنون وسنقيم معهما معرضين فوتوغرافيين لإلقاء الضوء على تجربة المرأة السعودية الملتزمة والمبدعة في القوت نفسه. الفرص قادمة للجميع، نحن أحيانا نرغب في أشخاص معينين، وهم يرغبون في المشاركة لكن ربما يكون الموعد غير مناسب، ولكن الفرص إن شاء الله واسعة ونحن نرحب بالجميع. وهنا أقدم رسالة للجميع: كل من لديه شيء يقدمه عن المملكة هو موضع ترحيب، فليس كل من قيم نفسه أنه شاعر وفنان سوف يكون كذلك. إذا معاييرنا واضحة، وأنت كصحفي لك أن تتعقب هذا وأنت تبين لنا عيوبنا. ليستيقن الجميع بأنه بمقدار ما نجتهد في تقديم المشهد الثقافي السعودي في الخارج، بقدر ما نأمل أن تكون الصورة جيدة، وملائمة. @ لماذا لا تتوجه الأسابيع الثقافية للدول التي تمثل ثقلا ثقافيا دوليا مثل: فرنسا، بريطانيا، أمريكا، ألمانيا على سبيل المثال؟ - هذه تتم عبر تدابير مختلفة، فنحن ننشد أن يكون حضور المملكة العربية السعودية حضورا مشرفا، لابد أن ندخل في شراكة ثقافية مع البلد المضيف، وأن نعامل كشركاء بحيث يكون بيننا وبينهم اتفاقية تبادل ثقافي. هذه الدول التي ذكرتها، نحن نقيم فعاليات ثقافية ونحن في صدد ثقافة فعاليات، لكن يصعب الآن أن نقدم فعلا ثقافيا بمعنى الأيام الثقافية، ونحن لدينا خطة تمضي كما هو محدد لها هذا العام، وخطة للعام 2009رفعت لمعالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني، ونحن نفكر في إقامة الايام الثقافية في مواقع جديدة. في بعض الدول في المحيط الباسفيكي: نيوزلندا واستراليا، ونسعى أن نقيم فعاليات في اوروبا وأمريكا اللاتينية، ولعل من المهم أن نتواصل مع الشعوب التي تتلقى مثلنا مثل شعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وأنا فخور جدا بأننا ذهبنا إلى مناطق جديدة تمثل جسرا للتواصل، ونسعى عبرها إلى تغيير الصورة النمطية. أيضا سنذهب إلى أمريكا اللاتينية، وقد قدمنا فعالية أو فعاليتين في الأرجنتين، ثم سنقدم في الأورجواوي وتشيلي. عندنا طموح، ولدينا تعاون مع بريطانيا وفرنساوألمانيا، وسنتوسع في مجالات هذا التعاون، والولايات المتحدة بدأنا في الحديث مع بعض المؤسسات لتقديم أنشطتنا الثقافية، لكن في بريطانيا والولايات المتحدة توجد مشكلة وهي أن الأنشطة الثقافية لا ينتظمها ناظم مركزي، فليس لديهم وزارة للثقافة، وبالتالي أنت ستتعامل مع مؤسسات ثقافية، نحن نحاول إيجاد صيغة لأنه لا يمكن للشراكة، بين دولة ومؤسسة محلية، ونحن نحاول البحث عن مؤسسة فيدرالية يمكن التعاون معها. وهذا لا يمنع إقامة فعالية ثقافية تشتمل على فاعلية أو أكثر وبين منظومة من الفعاليات الثقافية التي نسميها ب"الأيام الثقافية". @ هل توثقون هذه الفعاليات؟ - نعم نحن نعمل كتيبا لكل فعالية، وهناك سجل مطبوع. @ ألا توجد أدوار ثقافية للوكالة في الداخل؟ - الفعاليات الثقافية الدولية من اختصاص الوكالة، أما تنشيط الأندية والجمعيات والمكتبات العامة، فهي من نشاط زميلي الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل الوزارة للشؤون الثقافية. أنتم تشعرون بالجهد العظيم الذي يقدمه، وأعتقد أن كثيرا من الحراك والنشاط الثقافي الذي تشهده المملكة هو من جهد الدكتور السبيل. @ يشير البعض إلى أن هناك نوعا من التوتر، في العلاقة بين الوكالتين، على اعتبار أن وكالة الوزارة للشؤون الثقافية هي المتورطة في الشأن الثقافي المحلي، وإليها توجه كل الاتهامات، مثل: واقع الأندية الأدبية، والجمعيات... إلخ، فيما إن وكالة الشؤون الثقافية الدولية نافضة أيديها من الثقافة المحلية؟ - لا لا ..لا شك أنني أقر أن الطموحات التي يتم التطلع إليها والتي يتحمل مسؤوليتها الدكتور عبدالعزيز السبيل لا شك أنها كبيرة، وضخمة، وأنا أعرف أن الوسط الثقافي كثير الطموح، صعب الرضا، والحق أنه يجب أن يكون كذلك لكي تتحقق لدينا قفزة ثقافية كبيرة، طبعا تبقى هناك مناطق رمادية بين الوكالتين، تتطلب توضيح تقسيم العمل، لكن في كل الأحوال نحن ننتمي إلى وزارة واحدة، وننتمي إلى ثقافة المملكة العربية السعودية. ودعني أقولها أنا أولا: كل النشاطات التي تقيمها وكالة الشؤون الثقافية يشركني الدكتور السبيل مشكورا لأعطي رأيي. وسأعطي نموذجا: حيث شاركت في اللجنة العليا لمعرض الرياض الدولي للكتاب، وهو يناقشني في الآراء التي أطرحها، وهو يتسم بالخلق والأدب، وسعة الأفق، وهو يتسم بعقلية متفتحة مستنيرة تستمع لكل ما يعرض وتسعى للوصول إلى كل ما هو مفيد ونافع للبلاد والعباد. ما تكتبه الصحافة صحيح، وأطلب العون من الله تعالى لزميلي لأنه هو الذي يعمل بالنشاطات المحلية، بينما نشاطاتنا نحن "فرايحية" نأخذ أجمل ما في السعودية، والأجمل ما هو إلا حصاد جهود الدكتور السبيل، ونتاجات جهود اللجان، والتدافع الثقافي الذي تعيشه المملكة العربية السعودية، نحن بالعكس نتقابل دائما الحق يقال نجد قبولا وترحيبا دائما. ثم سأضرب مثلا: عندما يذهب المنتخب السعودي ليمثل المملكة في الخارج تصبح الفروقات بين الأهلي والهلال والنصر والاتحاد تتلاشى، لكن من يرد أن ينم بين الأندية في الداخل فالصراعات بين الأندية صراعات طبيعية، فأنا اقول الله يكون في عون الدكتور السبيل، فهو يقوم بعمل تأسيسي كبير، ويحقق نقلة كبيرة فيما شهدناه، فيما يتعلق بالأندية والنخب الجديدة، وأعتقد أن كل هذا يستحق أن نشيد بالشجاعة والجهد والرؤية البعيدة التي يتحلى بها الدكتور السبيل والفريق الذي معه، ونتمنى لهم كل التوفيق. دعني أقل بتجرد كامل: جزاه الله خيرا، فهو يشركني معه في كثير من الجهود، وهذا عمل طبيعي لأننا ننتمي إلى وزارة واحدة، وهناك تنسيق بيننا، وبطبيعة الحال سيحدث نوع من الخلاف حول هذه المعاملة أو تلك، وهذه من قضايا التدافع اليومي، لكن الحق يقال جهدنا منصب من الجهازين، والتكامل والتنسيق مهم، ونحن نمثل الوزارة، ونمثل صورة المملكة أولا بحيث يكون أفضل صورة، ونحن نجتهد، والكمال لله، ونرحب بالنقد الايجابي، ونتمنى ألا نكون هدفا لأن ننتقد فقط، أتمنى أن يأتي لنا الناس جميع الناس سواء صحافيين أو مواطنين أو مهتمين بالشأن الثقافي، حيث نسعى إلى حسن تقديم صورة المملكة، ونحن لا نملك مفاتيح تحديد صورة المملكة. @ بالنسبة للترجمة؟ هل هناك توجه لترجمة بعض الأعمال البارزة في المملكة لاستخدامها في الأيام الثقافية؟ - بالنسبة للترجمة، أشكرك على السؤال، ملف ترجمة الثقافة السعودية بشكل عام، أصبح من الملفات الموجودة، لكن لا تستطيع الوزارة القيام بذلك وحدها، هناك الجامعات، والمؤسسات الثقافية، ونتمنى أن نكون عنصرا فاعلا، وعنصرا منسقا، وأنت تعلم أننا جناح من الوزارة يشارك في 21معرضا إقليميا ودوليا، ونسعى في هذه المعارض بقدر الاستطاعة أن نقدم ما يبدعه الإنسان السعودي، فلم نشعر إلى درجة كبيرة بأن نقدمها بشكل جيد، مع احترامنا لأصحابها، نتحدث عن الذين يقدمون الثقافة السعودية المقبولة بدرجة ما في الفكر والثقافة والإبداع والرأي. أما في الترجمة سيشهد هذا العام مجموعة من الأعمال التدشينية، سنقدم مرجعا للعناصر الثقافية الكبرى، أحدها: الجانب الأدبي، وسعينا ونحن في أشهر القطاف، أن يكون هناك أكثر من مرجع بالفرنسية عن الأدب في المملكة العربية السعودية، إبداع أو بانوراما عن الأدب السعودي، كذلك إصدار بعض الكتب عن الجوانب الأنثربولوجية والاجتماعية في المملكة بالإنجليزية والفرنسية. هناك كتاب عن الأدب السعودي الحديث مترجم إلى الروسية. وهناك نشاطات متعددة منها: تقديم مراجع باللغات: الأردية، والتركية، والإيطالية، وبعضها مشينا في خطواتها، وبعضها ننتظر حتى نجد الدعم والمساعدة التي تكفل إصداراتها، ونسعى لدخول المناطق التي لنا علاقات تاريخية معها ولكن لا يعرفوننا، مثل إخواننا في اللغات الإسلامية، مثل الهوسا، السواحلية وهؤلاء لنا علاقات تجارية معهم ولكن لا يعرفوننا. ونسعى مع العديد من الأصدقاء لتقديم ترجمات وكتب تشكل مراجع عن الأدب السعودي الحديث، وأنطولوجيا عن الشعر النسائي، وشعر الشباب، عن بعض الروايات، والمعالم الطبيعية.. هذه طموحات، لكن نتمنى أن تصدر أربعة كتب تدشن لمرحلة قريبا، وأنا أسعى ألا تكون الكتب محلية الطابع مترجمة ومطبوعة في الداخل ولا توزع إلا في الداخل، لا نحن عملنا مع الروس ومع الفرنسيين والعالم الناطق بالإنجليزية ومع دور نشر كبرى وهذا يأخذ وقتا، وأعباؤه المالية والقانونية والإدارية كبيرة وواسعة. ما ينشر سلبيا عن المملكة العربية السعودية أعداد كبيرة، لا اقول فلكية حتى لا تتسم بالمبالغة الشديدة، ونحن نتمنى أن نصل لنفس دور النشر التي لها مصداقية، على الرغم من الجفاء الذي تتميز به هذه الكتابات، وأن تصل كتاباتنا إلى العالم. @ أخيرا.. هل أخذتك الوظيفة عن الدكتور باقادر المفكر والناقد؟ - أنا حاولت ونشرت ولله الحمد 5مجموعات قصصية، مختارات من القصص القصيرة في دور نشر كبرى، ولله الحمد استطاعت أن تدخل لجامعات كبرى، وحظيت بانتشار، وإذا دخلت على محركات البحث في الإنترنت ستجد مراجعات لها، منها كتاب عن القصة القصيرة النسوية بالسعودية، ومراجعة وترجمة لأعمال الكاتب اليمني محمد عبدالمولى، ونشرته تكساس برس، وعملنا أعمالا لرواد القصة القصيرة، وعملنا مجموعة لجيل القصة الجديد باسم "همسات قلب". وغيرها من الكتب التي صدرت باللغة الإنجليزية.